للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العراق قادرة على إعطائه إشارة البدء بالعمل، إن برج صدام البابلي يتكامل وهو هنا برج الإمكانية والاستعداد والتأسيس لا بنهضة علمية واقتصادية وعسكرية فحسب بل وبطموح تكنولوجي موازي أيضا تخصيب اليورانيوم إنه يستعد الآن لكي يضرب غدا وهذا المقال عنوانه" السرب الأول يعقوب إيفين علهمشمار.

في عام ١٩٧٢م رفع صدام حسين شعار نفط العرب للعرب في الوقت الذي يُقتَّل فيه العربي بالنفط العربي أليست هذه من إيجابيات صدام حسين؟ في الوقت الذي وصلت فيه الأمية في بعض الدول العربية إلى أكثر من ٥٠%، كانت العراق باعتراف من منظمة اليونسكو التي قال تقرير لها: إن ثلاثة أعشار في المائة نسبة الأمية في عهد صدام، إن ٢٤ ألفا من علماء العراق هم ثروة الأمة أين تعلموا هل تعلموا في سفارات واشنطن أو بين أحضان سيدات أوروبا؟ لقد تعلموا في الجامعات العراقية أين كانوا هم هل هناك دولة عربية عرضت على أن تحمي هؤلاء العلماء؟ إن هؤلاء العلماء آرائهم هي التي جعلت أميركا والصهاينة يضربون العراق.

إن شيطنة صدام حسين جرى صناعتها عبر تاريخ طويل من الأكاذيب، يعني أبلسته وجعله إبليس يعني جحيم دانتي في حلابجة والمقابر الجماعية التي أُسِس لها هذا التاريخ الطويل (١). ففي نهاية عقد الثمانينات، وخلال عقد التسعينات، انفق النظام العالمي الجديد ووسائل الإعلام، ملايين الدولارات في تصوير الرئيس (صدام حسين) على انه شيطان العصر، إلى الدرجة التي أضحى يعتبر بها من قبل ٩٥% من الرأي العام الغربي (سفاح بغداد). ولم يكن صدام فقط تلك الشخصية الشريرة التي تحاول تصنيع أسلحة الدمار الشامل كما هي صورته لدى أولئك القابعين في أمريكا، ولكنه ـ كذلك ـ الطاغية الذي سمم شعبه الكردي في حلبجة. لم يكن الرئيس العراقي من قام بهذا العمل، بناء على تقرير الكلية الحربية الأمريكية الذي اثبت أن أكراد حلبجة ماتوا ـ كنتيجة مباشرة ـ لهجوم إيراني بغاز الفسجين. لكن الإعلام الغربي الواقع في قبضة اللوبي اليهودي، لم يكن ليسمح للحقيقة بالظهور في


(١) محاكمة صدام بين الرفض والإدانة - برنامج الاتجاه المعاكس - تقديم فيصل القاسم ـ ٦/ ٧/٢٠٠٤م

<<  <  ج: ص:  >  >>