هذا العمل المنهجي، هذا العمل التحويلي الانتقالي من واقع إلى واقع آخر، سيلقى صدودا من قوى تقليدية موجودة في العراق تتحدث عن إعدامات، وعن جرائم، ومقابر جماعية، وغيرها، وهذه محددات ابن خلدونية التي قالت بالقبيله، والعصبية القبلية، والطائفية، والمذهبية، والمغنم. هذه محددات ابن خلدون موجودة في العراق، كما أنها موجودة في كامل الوطن العربي، هذه المحددات تقول فيما تقول بأنه بعد (الواثق) الخليفة العباسي السابع، لم يذهب خليفة إلى ملاقاة ربه بصورة طبيعية، بل ذهب كل خليفة إما غيلة، أو قتلا أو سملا للعيون أو دسا للسم هكذا كان العراق في تاريخه وهكذا كانت المنطقة العربية كلها، محددات ابن خلدون تتحدث عن واقع عصبوي قبلي طائفي، لا تستطيع المنطقة أن تخرج منها؛ لأنه نحن نُحكَّم بماضينا في حاضرنا.
أليس كل هذا وغيره كثير من إنجازات ومن إيجابيات صدام حسين؟ إلى متى نظل نقول أنه الديكتاتور؟ لو أن الحكام العرب كلهم تساووا في الديكتاتورية أرى أن الرئيس صدام حسين تميز عنهم في أنه لم تكن في العراق سفارة صهيونية على أرض العراق ولم يُرفَّع علم صهيوني على أرض العراق ولم يضع يده في يد شارون أو بيغن أو موفاز أو شامير أليست هذه من إيجابيات الرئيس القائد صدام حسين؟ في عددها التذكاري الصادر عام ١٩٧٦م بماسبة حرب أكتوبر قالت مجلة الهلال المصرية: تعتبر المشاركة العراقية في حرب أكتوبر من أبرز معالم التضامن العربي على الرغم من عدم علم القيادة العراقية وعدم التشاور معها في الحرب لكن بعد سماع النبأ عبر المذياع أرسل العراق ثلاثة أرباع قواته الجوية وثلث قواته المدرعة وخمس قواته المشاة أي أن العراق كان القوة العربية الثالثة كانت مصر وسوريا والعراق.
وعندما تباهى مناحم بيغن بأنه هو الذي أسس لعلاقة إيجابية مع الأكراد لذبح المزيد من جنود بغداد وعندما تباهى بأنه هو الذي دمر المفاعل أوزيرات في العراق أجابه إيفين يعقوب أيفين رئيس تحرير جريدة علهمشمار في ٨٩/ ٣/١٩٩٠م بقوله: نصيحتي لقادة إسرائيل وهي أن يثقوا بما يقوله صدام حسين حيث أقواله غالبا ما تصاحب أفعاله فالبرج المنطقي الذي بناه وعرضه، ثابت وسليم ومستمر وإمكانيات