للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما عرف عن ترومان حبه الشديد للفقرة الواردة في المزمار ١٣٧ والتي تقول: "لقد جلسنا على أنهار بابل وأخذنا نبكى حين تذكرنا صهيون" (١)، حيث كانت هذه الفقرة جزء رئيسي من صلاته التي كان يقيمها مع القس المتطرف بيليى غراهام في البيت الأبيض، ولكن ترومان غضب من غراهام ومنعه من دخول البيت الأبيض لأنه كان يخبر الصحافة بتفاصيل صلاته الخاصة معه" (٢).

لقد كان ترومان يرى أن خدماته العظيمة التي قدمها لليهود تجعله يرقى إلى مقام الملك الفارسي قورش، الذي أعاد اليهود من منفاهم في بابل، إلى فلسطين. "فعندما قدمه إيدى جاكوبسون إلى عدد من الحاضرين في معهد لاهوتي يهودي، وصفه بأنه الرجل الذي ساعد على خلق دولة إسرائيل. رد عليه ترومان بقوله: "وماذا تعنى بقولك ساعد على خلق؟ إنني قورش .. إنني قورش" (٣).

[المساعدات الأمريكية لإسرائيل]

بعد أن أتم ترومان ـ قورش ـ مهمته على أكمل وجه، لم يكن هناك شيء ذو أهمية كبيرة يمكن أن تقدمه أمريكيا لإسرائيل في الخمسينات ومطلع الستينات من هذا القرن. حيث كان تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية وجلب المهاجرين الجدد من الخارج، والإبقاء على التفوق العسكري، يحتل مكان الصدارة في اهتمامات إسرائيل في هذه الفترة. وقد استطاعت إسرائيل تحقيق هذه الأهداف بمساعدة أمريكيا وحلفائها. فعلى صعيد تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، لعبت أمريكيا دوراً مهماً في تأمين المساعدات المالية لإسرائيل، حيث مارست ضغوطاً كبيرة على ألمانيا لإجبارها على دفع تعويضات لدولة إسرائيل عن اليهود الذين قيل أنهم قتلوا في العهد النازي، حيث كانت هذه التعويضات مصدراً مهماً للأموال اللازمة لعملية التنمية والبناء.


(١) الصهيونية غير اليهودية ـ د. ريجينا الشريف ـ ص ٢٠٣
(٢) الحرب الأمريكية الجديدة ضد الإرهاب - من قسم العالم إلى فسطاطين - اسعد أبو خليل ص٣٤
(٣) المصدر السابق ـ ص ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>