بعد كل الذي عرضناه لجرائم أمريكيا الفظيعة عبر التاريخ، هل يعني هذا أن أميركا قضاء وقدر، وهل الامركه هي مستقبل العالم المحتوم وماذا يمكن أن نفعل؟ وما هو المطلوب؟. بالتأكيد ان أمريكا لم ولن تكون قضاءاً وقدراً ولا قوة مطلقة يصعب وقف جبروتها وعنجهيتها, إنّها بسهولة تتغذى من خلافاتنا التي كرسهاّ الحكام العرب في واقعنا, إنّها تتغذى من خيانات الحكام العرب الذين داسوا على تطلعّات شعوبهم وأرتضوا أن يكونوا دائماً في الصف الأمريكي, في صف أعداء الأمة وثوابتها لأنّهم وبكل بساطة يستلهمون شرعيتهم من واشنطن وليس من شعوبهم، ولذلك وضعوا كل المقدرات وكل الجغرافيا وكل الأراضي في خدمة واشنطن. ولهذا فمن التعسف القول أن باب المستقبل مفتوح للامركه فقط. فالتاريخ شاهد على صعود دول وإمبراطوريات كما هو شاهد على وقوع الانهيار السريع للمنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي وهي تملك من قوى عسكرية مرعبه، وعالم اليوم الذي يعيش أحادية قطبيه لم يسلم الرايات لأميركا بعد، فالممانعة تطل برأسها هنا وهناك والتناقضات في داخل المعسكر الغربي متعددة وآخذة في التبلور بل آخذة في الظهور إلى العلن في كل من أوروبا والصين وحتى روسيا، ناهيك عن دول العالم الثالث والعالم الإسلامي الأكثر تضرراً من هذه العولمة المتوحشة والسياسة المنحازة للعدو الإسرائيلي. المطلوب تعديل تركيبة مجلس الأمن وتشكيل مرجعية شرعيه دوليه تقطع الطريق على هذا (التفرد) وتذهب باتجاه صياغة أسس النظام الدولي الجديد، وهو مطلب كفيل بالحد من الاستفراد والهيمنة وهو لا شك سيكون عنوان نضال الشعوب في هذا القرن الجديد (١).
(١) صناعة الإرهاب - د. عبد الغني عماد - ص١٠٥ - ١٠٦