ولجيش المعارضة، الذي يعده الصادق المهدي (١)، ونحن نحارب بعضنا بعضاً، بل وتقف بعض الدول العربية موقف المتفرج من التمرد المدعوم إسرائيلياً وأمريكياً في الجنوب، بل وتستقبل قادة التمرد وتعقد المفاوضات معهم.
وهنا لابد أن نشير إلى أن توقيع مصر لاتفاقية السلام، وتعاون قيادتها التام مع أمريكا في مجالات عديدة لن يشفع لمصر، وسيأتي اليوم الذي سينقلب فيه أصدقاء اليوم إلى أعداء، كما حدث مع كثير من الدول قديماً وحديثاً، والمسألة ليست إلا استفراد بالدول العربية واحدة تلو الأخرى، ولكن المصير واحد كما حددته التوراة الحاقدة، بل أن أحقاد اليهود ومؤامراتهم، وصلت إلى درجه تمنى أن يتم ضرب الدول العربية بعضها ببعض كما حدث في العراق.
[دينونة مصر بيد ملك بابل]
لم يبخل النبي حزقيال على مصر، وهو يوجه كلام الرب الإسرائيلي إلى الفرعون المقبل حيث يقول: "وأوحى إلي الرب بكلمته قائلاً: يا ابن آدم، تنبأ وقل: هذا ما يعلنه السيد الرب: ولولوا قائلين: يا لليوم الرهيب! إن يوم الرب بات وشيكاً، يوم الرب قريب، إنه يوم مكفهر بالغيوم، ساعة دينونة للأمم، إذ يجرد سيف على مصر، فيعم الذعر الشديد أثيوبيا، عندما يتهاوى قتلى مصر، ويستولى على ثروتها، وتنقض أسسها. ثم تسقط معهم بالسيف أثيوبيا وفوط ولود وشبه الجزيرة العربية وليبيا وشعوب الأرض المتحالفة معهم. حقاً يسقط مناصر مصر، وتذل كبرياء عزتها، فيتهاوى بالسيف سكانها من مجدل إلى أسوان، يقول السيد الرب. فتصبح أكثر الأراضي المقفرة وحشة، وتضحي مدنها أكثر المدن خراباً! فيدركون إني أنا الرب حين أضرم ناراً في مصر، وينهار جميع حلفائها. في ذلك اليوم يسرع رسلي إلى أثيوبيا المطمئنة ليثيروا فيها الرعب في يوم هلاك مصر، الذي لابد أن يتحقق.
لأني سأفني جماهير مصر بيد نبوخذ نصر ملك بابل. إذ يقبل هو وجيشه، أعتي جيوش الأمم، لخراب ديار مصر، فيجردون عليها سيوفهم، ويملأون أرضها بالقتلى. واجفف مجاري نهر النيل، وأبيع الأرض لقوم أشرار، وأخرب البلاد فيها بيد غرباء. أنا