نادوا هناك فرعون ملك مصر هالك .. نوف تصير خربة وتحرق فلا ساكن .. هاأنذا أعاقب آمون نوف وفرعون مصر وآلهتها والمتوكلين عليه" (سفر ارميا الإصحاح ٤٦).
هذا هو مصير مصر كما تريده التوراة اليهودية الحاقدة، وغيره الكثير الذي يعمل الصليبيون الجدد على إخراجه إلى ارض الواقع، والذي لا يقل عما جاء بحق بابل وآشور والفلسطينيين، لأن مصر احتلت مكاناً خاصاً ورئيساً في الفكر اليهودي، وذكريات الخروج من مصر والتيه في سيناء ... الخ، سجلها اليهود في ثوراتهم الحاقدة، وتوعدوا المصريين بالدمار والقتل وكل أصناف الويلات كما جاء في النص السابق. فمن الحرب الأهلية وتقسيم مصر .. إلى أبطال المشورة وتسليط ملك قاس على المصريين، بل يصل الحقد اليهودي على مصر إلى حد تمنى جفاف مياه النيل وتلف الضرع والزرع.
واعتقد أنه ليس صدفة أن تتطابق هذه الرؤية التوراتية مع ما جاء في التقرير السالف الذكر، وما يخطط لمصر على أرض الواقع. فالمحاولات الإسرائيلية الأمريكية لخلق فتنة طائفية في مصر على أشدها، .. وإسرائيل وصلت إلى بوابة البحر الأحمر في جزيرتي حنيش الكبرى والصغرى، وهي تثبت أقدامها في أعالي النيل ومنطقة البحيرات. وفي المستقبل القريب سوف يدور الصراع حول المياه .. والنيل والبحيرات هي المخزن الاستراتيجي الهائل لمصر وللأمة العربية، وقد بدأت أولى فصول المؤامرة على مياه النيل بإعلان بعض الدول الأفريقية رغبتها في إعادة النظر في توزيع حصص مياه النيل، حيث ستكون مصر والسودان من اكبر المتضررين من ذلك.
وفي نفس السياق يتم تهديد الحدود الجنوبية لمصر وهى السودان، من خلال ما يحدث في الجنوب، وفي الشرق في دارفور وأريتريا، حيث الأيادي الصهيونية الأمريكية واضحة في كل ما يحدث هناك من مؤامرة كبرى ليس على السودان فقط، بل على مصر أيضاً وعلى الأمة بأكملها. وكان المفروض أن تفيق الأمة وان تتقارب وتتوحد، ولكنا نقرأ العكس، (اسياس افورتي) يفتح معسكرات تدريب لجون قرنق