للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكن مخضرة. فيئن الصيادون وطارحو الشصوص في النيل وينوحون ويتحسر الذين يلقون شباكهم في المياه. ويتولى اليأس قلوب الذين يصنعون الكتان الممشط، ويفقد حائكو الكتان الفاخر كل أمل. ويسحق الرجال، أعمدة الأرض، ويكتئب كل عامل أجير".

ويضيف اشعياء فيقول: "رؤساء صوعن حمقى، ومشورات فرعون غبية. كيف تقولون لفرعون نحن من نسل حكماء، وأبناء ملوك قدامى؟ أين حكماؤك يا فرعون ليطلعوك على ما قضى به الرب القدير على مصر؟ قد حمق رؤساء صوعن وانخدع أمراء نوف وأضل مصر شرفاء قبائلها. جعل الرب فيها روح فوضى، فأضلوا مصر في كل تصرفاتها، حتى ترنحت كترنح السكران في قيئه. فلم يبق لعظمائها أو أدنيائها ما يفعلونه فيها. في ذلك اليوم يرتعد المصريون كالنساء خوفاً من يد الرب القدير، التي يهزها فوقهم. وتغدو أرض يهودا مثار رعب للمصريين، فيعتريها الفزع من ذكرها، لأن الرب القدير قد قضى قضاءه على مصر" (اشعياء ١٩، ١ـ١٧). ثم يؤنب اشعيا بني جلدته الذين يلجأون إلى مصر وفيئها في الملمات، ويقول: "ويل للبنين المتمردين .. الذين يذهبون إلى مصر للمعونة .. ليلتجئوا إلى حصن فرعون، ويحتمون بظل مصر، فيصير لكم حص فرعون خجلاً، والاحتماء بظل مصر عاراً" (سفر اشعيا الإصحاح ٣٠).

ويقول يهوه بلسان حزقيال: "هأنذا عليك يا فرعون ملك مصر، فاجعل حذائي في فكيك، أتركك في البرية، بذلتك طعاماً لوحوش البر ولطيور السماء. هاأنذا اجلب عليك سيفاً واستأصل منك الإنسان والحيوان وتكون ارض مصر مقفرة خربة واجعل أرض مصر خرباً خربة مقفرة، لا تمر فيها رجل إنسان ولا رجل بهيمة أشتت المصريين بين الأمم وأبددهم في الأراضي" (١). أما ارميا فقد وقف يعبر عن مكنون كل إسرائيلي تجاه مصر (٢) في قوله: "اخبروا مصر، واسمعوا في مجدل، واسمعوا في نوف (منف) وفي تحفنيس، قولوا انتصب وتهيأ الآن، لأن السيف يأكل حواليك ..


(١) المسيح القادم .. مسيح يهودي سفاح - جورجي كنعان - ص١٤٤
(٢) رب الزمان - سيد محمود القمني - ص ٤٥

<<  <  ج: ص:  >  >>