تصيب .. وإذا كان غاندي قد قاد أربع مائة مليون هندي في مجابهة (سلبية) للوجود الاستعماري في الهند فتمكن من الإمساك بخناقه، أفلا يكون بمقدار مليار وربع المليار من مسلمي العالم، يملكون الموقع والنفط والمعادن والمال .. إن يضيقوا الخناق على أمريكا لكي تكف على الأقل عن دعمها المطلق لإسرائيل التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني واحدة من ابشع المجازر في التاريخ المعاصر (١).
[خطة عمل عربيه لمواجهة صهيونية الحركة المسيحية الأصولية]
بالرغم من ان هناك اليوم طوائف مسيحية مختلفة ومتعددة، فإن ما يعنينا هنا المذهبين الكاثوليكي والارثوذكسي، لان المذهب البروتستانتي خضع لعملية تهويد منظمة ابعدته عن روح المسيحية السمحمه. ومن هنا فإن التفاهم الإسلامي - المسيحي لكبح جماح الصهيونية المسيحية، فوق أنه ممكن، ومتوفر، فإنه سيكون شديد الفعالية، ذلك لأن الكنيسة الكاثوليكية - خلافا للبروتستنية - هي كنيسة مركزية موحدة، ويلتزم أبناؤها بفكرها اللاهوتي التزاماً شديداً، ثم إنها غير معنية على الإطلاق بأيديولوجية الكنيسة البروتستنتية التي تعلم أبناءها أن الله يتعامل مع الأمم حسب تعامل هذه الأمم مع إسرائيل، وأن عدم الوقوف إلى جانب إسرائيل هي معاداة الله، كما أن الكنيسة الكاثوليكية غير معنية بالأيدلوجية اليهودية البروتستنتية التي تزعم أن اليهود هم شعب الله المختار، وأن الله منح اليهود وعداً أبدياً بفلسطين.
وبالرغم من انعقاد عدة مؤتمرات للحوار الإسلامي - المسيحي شارك فيها وشجعها الفاتيكان ودول ومؤسسات إسلامية متعددة، الا انها لم تتصد لهذه القضية الأساسية، ولم تشكل فرق عمل لوضع منهجية مشتركة تنطلق من ثوابت إيمانية ومن قناعات مشتركة لمواجهة خطر المسيحية الصهيونية. فالمواجهة يجب ان تشمل اقامة حوار بناء وهادف مع كافة المذاهب المسيحية وبالذات الكاثوليكية والارثوذكسية وذلك من اجل اقامة تحالف مع هذه الكنائس للتصدى وفضح المخططات العدمية للصهيونية المسيحية، والتى لا تهدد العرب والمسلمين فقط، بل
(١) مذكرات حول واقعة الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) - د. عماد الدين خليل- ص٩٣ - ٩٥