للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأساقفة الكاثوليك وجماعات السود احتجوا على ذلك، إلا أنهم لن يؤثروا طالما أصر اليمين المسيحي المتطرف، على التأكيد أن الحرب ضد العراق، هي جزء من (الحرب ضد الشر) ليس ذلك فقط، بل أنهم بدءوا يقولون: إن أوروبا هي أداة للشيطان، لأنها لم تدعم أمريكا في حروبها الجديدة" (١).

[الأصولية المسيحية والنظام الدولي الجديد]

ربما يستغرب البعض هذا الربط بين الأصولية المسيحية، والنظام الدولي الجديد، على اعتبار أن مصطلح النظام الدولي الجديد، هو مصطلح سياسي جاء ليعبر عن موازين القوى في العالم، بعد انهيار المعسكر الشرقي بزعامة الإتحاد السوفيتي، والذي أفسح المجال أمام التفرد الأمريكي على الساحة الدولية، وتحول العالم إلى نظام أحادي القطبية بزعامة أمريكا، مما أتاح لها المجال لفرض سياساتها وهيمنتها على العالم. وقد غاب عن هؤلاء أن هذا المصطلح له جذور عميقة في الفكر الأصولي المسيحي في أمريكا. فعندما تأسست الأمة الجديدة، رأى الأمريكيون في أنفسهم منار هدى للعالم حيث رفع الشعور بكونهم أمة مختارة، أو إسرائيل جديدة، إحساسهم بالرسالة أو (المصير الواضح)، بأنهم سيصبحون قوة يعبر نفوذها القارات، بفضل تفوقهم الأخلاقي المفترض. وفي القرن العشرين عندما أصبح الأمريكيون قوة عالمية، كان الاعتماد على مثل الأمة المختارة الأعلى، أساساً منطقياً ومبرراً هاماً في السياسة الأمريكية الخارجية، من أجل التسريع بالنظام الدولي الجديد أو بالتعبير التوراتي (العصر الألفي السعيد)، الذي كان التطلع إليه عميق الجذور في الفكر الأمريكي، وليس كما يعتقد البعض، بأنه برز بعد الحرب الباردة وانهيار المعسكر الشرقي، أو أنه من بنات أفكار السياسيين والاستراتيجيين المعاصرين.

"فخلال الحرب الأهلية، كانت المقالة الشائعة بين البروتستانت في الشمال، تعادل بصورة مفروغ منها، بين نجاح الاتحاد، وبزوغ فجر عصر جديد، أو ألفية حكم


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة - احمد حجازي السقا ص٤٣

<<  <  ج: ص:  >  >>