لنفسه شعباً أخص دون سائر خلقه" (١). وهذه الرغبة في السيطرة على الأرض التي سطرها حاخامات اليهود في توراتهم، ليست ببعيدة عما يخطط له الصهاينة في العصر الحاضر، بل لا نجاوز الصواب إذا قلنا أن كل من يريد فهم ما يرجى وما يراد بالمنطقة، لا بد أن يطلع بداية على ما حوته التوراة من خطط قديمة لشعوب المنطقة، ودعونا نقارن المخططات المعاصرة بما حوته التوراة اليهودية.
[مصير العرب]
يدرك اليهود والأصوليين الأمريكيون أن البحر البشرى الضخم الذي يفترش الأرض التي لم تنتقل ملكيتها بعد لليهود، هم العرب والمسلمون .. كما يعرفون أن يهوه أمر منذ زمن ارميا: "بهلاك كل ممالك الأرض التي على وجه الأرض "وحدد بالاسم ... كل ملوك العرب وكل ملوك اللفيف الساكنين في البرية"(ارميا ٢٥:٢٤ـ٢٦).
[مصير مصر]
كشفت مقالة نشرتها مجلة كيفونيم (توجهات)، التي تصدرها (المنظمة الصهيونية العالمية) في القدس، عن خطط إسرائيل الاستراتيجية في عقد الثمانينات وما بعدها، تجاه المنطقة العربية، ومما جاء فيها بشأن مصر: "لقد غدت مصر، باعتبارها كياناً مركزياً، مجرد جثة هامدة، لاسيما إذا أخذنا في الاعتبار المواجهات التي تزداد حدة بين المسلمين والمسيحيين. وينبغي أن يكون تقسيم مصر إلى دويلات منفصلة جغرافياً هو هدفنا السياسي على الجبهة الغربية خلال سنوات التسعينات. وبمجرد أن تتفكك أوصال مصر وتتلاشى سلطتها المركزية، فسوف تتفكك بالمثل بلدان أخرى، مثل ليبيا والسودان وغيرهما من البلدان الأبعد ... ومن تم فإن تشكيل دولة قبطية في صعيد مصر، بالإضافة إلى كيانات إقليمية