هذه هي طريقة التعامل مع الآخرين التي رسمتها التوراة ... من تكسير العظام، وقتل الأطفال وشق النساء، وسرقة المياه ... إلى إنزال الدمار بأرض اللبن والعسل، حتى أنهم لم يتورعوا عن إبادة الحيوانات، مدعين أن كل ذلك هو إرضاء للإله يهوى وبأمر منه؟!! أو ليس ما يحدث على أرض الواقع يوضح لنا بجلاء عن التطابق الكامل بين ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية وبين ما جاء في التوراة، بل لا نبالغ إذا قلنا إن ما يحدث علي الأرض ما هو إلا تطبيق حرفي للوصايا التوراتية الإجرامية، حتى الأوصاف التي يطلقها الصهاينة على أعدائهم مستمدة من التوراة في أدق تفاصيلها. وعلى سبيل المثال لا الحصر جاء في سفر صموئيل:"فخرج المخربون من محلة الفلسطينيين في ثلاثة فرق"(سفر صموئيل ١٣ـ١٧) .. والمعلوم أن الحكومة ووسائل الإعلام الإسرائيلية تستخدم عبارة مخربيين لوصف رجال المقاومة الفلسطينيين، هذا في حين يطلق على مجرمي الحرب أمثال الإرهابي شارون وغيره من رؤساء الوزراء عبارة (داوود ملك إسرائيل) على اعتبار أن مملكة داوود هي أسمى ما وصلت إليه دولتهم.
[إسرائيل وشارون ونادي القتلة]
إن الأحزاب كلها من حزب العمل إلى حزب ليكود تعتمد التوراة مرجعاً لتأسيس سياسة تقول: ان فلسطين ملك الصهاينه بموجب صك من الله ... وهذه القراءة الاصطفائية تخلع طابعاً من الامتياز والأفضلية على أكثر نصوص التوراة شراسه كي تبرر المظالم وألوان الاغتصاب الراهنة ... وبهذه القراءة تبدو تلك النصوص بما فيها من سلب ونهب وابادة للسكان الأصليين من الكنعانيين، وكأنها شرط للإبقاء على العهد مع يهوه. جاء في سفر العدد:"وكلم الرب موسى قائلاً: قل لبني اسرائيل إنكم عابرون الأردن إالى ارض كنعان، فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم .. وإن لم تطردوا سكان الارض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكاً في أعينكم ومناخس في جنوبكم ويضايقونكم على الارض التي انتم ساكنون فيها فيكون أنى افعل بكم كما هممت أن افعل بهم".