للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس غريباً بعد كل ما تقدم أن يعمد الصهاينة إلى التذكير الدائم بهذه الأساطير باعتبارها وقائع تاريخية، وبطولات يجب تمثلها وإعادة إنتاجها، حيث يتبين لنا أن محتويات التوراة هي المخزون الحقيقي للإرهاب والعنف، وفي هذا النص تجليات ذهنية الإبادة والعدوان والتوسع: "بقيت ارض للامتلاك كثيرة جداً كل بقاع الفلسطينيين وكل أرض الكنعانيين إلى تخوم الأموريين وأرض الجبليين وجميع لبنان جهة مشرق الشمس، من بعل جاد حتى جبل حرمون إلى مدخل حماه، كل سكان الجبل من لبنان إلى مياه مسروفوت كل الصيدونيين، سأطردهم من وجه بني إسرائيل وكل جبل حرمون وكل باشان ـ الجولان إلى سلكة" (١).

وفي سفر يوشع ذلك السفاح الذي جاء غازياً لأرض فلسطين، والذي ارتكب من المجازر والمذابح الفظيعة ضد سكان فلسطين، نجده يكشف عن أحقاده ودمويته ليبرر جرائمه فيقول على لسان اله الدمار (يهوه): "تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها. بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق" (٢). فالذي يضحك ويبكى هو أن إله الدمار المزعوم عند يشوع ومن إليه من مصاصي الدماء .. قد أطلق العنان لعدوانيته ونيران حقده دفعه واحدة (٣). وليس يوشع فقط، بل كافة أسفار التوراة تكشف عن حقدها الدفين ودمويتها، وترسم الطريق لأعداء البشرية حول كيفية التعامل مع الشعوب: "والآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة وطفلاً ورضيعاً. بقراً وغنماً. جملاً وحماراً (سفر استر: ١٠ـ٣). "فأرسل جدعون رسلاً إلى كل جبل أفرايم قائلاً انزلوا للقاء المديانيين، وخذوا منهم المياه إلى بيت بارة والأردن، فاجتمع كل رجال أفرايم واخذوا المياه إلى بيت بارة والأردن" (سفر القضاة ٧:٢٤ـ٢٥) .. "وأما امصيا فتشدد واقتاد شعبه وذهب إلى وادي الملح وضرب من ساعير عشرة آلاف. وعشرة آلاف أحياء سباهم بنو يهوذا، وأتوا بهم إلى رأس سالع وطرحوهم عن رأس سالع فتكسروا أجمعون" (سفر الايام ٢٥:١١ـ١٢).


(١) صناعة الإرهاب ـ د. عبد الغني عماد - ص١١٨
(٢) سفر يوشع ١٣ـ١٦
(٣) رسائل حضارية في مواجهة اليهوديةـ الأب فوتيوس خليل ص٤٨

<<  <  ج: ص:  >  >>