للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حادث الطائرة المصرية]

إن حادث (نيويورك وواشنطن) لم يكن الحادث الأول، الذي تُستخدم فيه برمجة طائرات مدنية من قبل منفذي هذا الهجوم، ولكن قد تم الترتيب لهذا الهجوم قبل عامين، عندما تم التجريب على الطائرة البوينج ٧٦٧ المصرية في رحلتها من نيويورك إلى القاهرة، وتحطُّمها في المحيط الأطلسي بعد الإقلاع بنصف ساعة تقريبًا! وما تبع ذلك من التصريحات الأمريكية المتناقضة والإشاعات الإعلامية الرخيصة، حيث أن هذا الحادث كاد يفجر أزمة سياسية بين الحكومتين المصرية والأمريكية، وما زالت نتيجة التحقيقات غامضة إلى يومنا هذا.

وفي هذا الحادث الغامض للطائرة المصرية، لم يُعط أي تفسير علمي أو منطقي يبرر سقوط الطائرة إلا كلمة تفوَّهَ بها الطيار، فُسِّرَتْ بأنها إشارة، إلى أن الطيار قد قام بعملية انتحارية! (١)

مع أن تقرير التسجيل الصوتي الذي تم نشره، أكد أنه كان يستغيث، ويطالب زميله الكابتن (الحبشي) بأن يساعده في إخراج الطائرة من الوضع الذي كانت تهوي فيه إلى المحيط، لكن جهودهم باءت بالفشل لعدم


(١) الكلمة التي قالها الطيار والتي فسرها الأمريكيون على أنها تعنى قيامه بعمليه انتحارية هي "توكلت على الله" وبالرغم من استهجان كافة المسلمين لهذا التفسير الأمريكي الباطل، إلا أننا فوجئنا، بل صدمنا من قيام قناة الجزيرة ببث حلقتين من برنامج "سرى للغاية" للمذيع يسرى فوده، حيث استند في اتهامه لتنظيم القاعدة ومحمد عطا بأنهم يقفون وراء التفجيرات إلى آية قرآنية سطرها محمد عطا على رسالته لنيل شهادة الماجستير، حيث ركز هذا المذيع على هذه الآية وكأن محمد عطا كان يقصد من ذلك نيته القيام بهذه العملية، بالرغم من انه لا توجد أية علاقة بين الحادثين. وهذا التفسير المغلوط والمغرض والملتوي يعنى أن كل مسلم يضع أية آية قرآنية على مكتبه أو في بيته أو في رسالته ... الخ هو إرهابي ويخطط للقيام بعمليه استشهادية. منطق غريب واعوج.
يقول يسرى فوده في برنامجه المليء بالمغالطات والذي أذيع في١٢/ ٩/٢٠٠٢م: أمام الغربيين سؤال، وسؤال آخر أمام المسلمين، فرغم أننا استطعنا من خلال هذا التحقيق أن نقطع الشك باليقين في من أراد، ثم خطط ثم نجح في أن يصفع الإدارة الأميركية صفعة مدوية على أرض أميركية أمام العالم كله، فإننا لسنا متأكدين بعد من أن أحداً ما في هذا البلد لم يمانع في الواقع في الانحناء ولو قليلاً لتلقي هذه الصفعة كي ينطلق منها إلى ركل ورفس في كل زاوية دون رادع. وأمام الغربيين وبخاصة الأميركيون منهم إن أرادوا حقاً إنصافاً بأنفسهم أن يتساءلوا عن ذلك الذي يمكن أن يدفع شباباً بعضهم على أعلى درجات العلم، وبعضهم على أعلى درجات الانفتاح على الحياة، وبعضهم من أثرى أثرياء العرب، وكلهم في عمر الزهور إلى أن يلقوا بأنفسهم طوعاً إلى ما يراه الأميركيون تهلكة ويرونه هم جنة الفردوس. هكذا نستطيع الآن أن نفهم لماذا اختار الأمير محمد عطا أن يصدر رسالته للماجستير بهاتين الآيتين (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ) صدق الله العظيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>