تحتل هذه المعركة أهمية بالغة في الفكر البروتستانتي المسيحي، وتنبع أهميتها من كون غالبية أتباع التيار المسيحي الأصولي في أمريكيا يؤمنون بقرب حدوث هذه المعركة، ويترقبون ساعة وقوعها، باعتبارها الحدث الذي سيظهر من خلاله المسيح، ليقضى على قوى الشر، التي تحارب اليهود، حيث بعدها يدخل اليهود الذين تبقوا على قيد الحياة في الديانة المسيحية، ويبدأ العصر الألفي السعيد، حيث يحكم المسيح العالم من مقره في القدس! والمسيحيون البروتستانت لا يؤمنون فقط بقرب وقوع هذه المعركة، بل إنهم على استعداد للمبادرة بإخراج أحداثها وصنعها، لتأكيد مزاعمهم. وأخطر ما في الأمر هو أن هذا الإيمان لا يقتصر على طبقة الناس البسطاء، بل وصل إلى أعلى مستويات صناع القرار في أمريكيا، كما حدث مع الرئيس (رولاند ريجان) الذي كان يعتقد عندما رشح نفسه للانتخابات الأمريكية، بأن المسيح يأخذ بيده ليقود معركة (هرمجدون)، وهذا يعنى أنه كان على استعداد في أي لحظه لخوض غمار حرب عالمية نووية، معتقداً أنه بذلك ينفذ تخطيطاً إلهياً مقدراً سلفاً.
والاعتقاد بمجيء يوم يحدث فيه صدام بين قوى الخير وقوى الشر، هو من العقائد المشتركة بين اليهود والبروتستانت، الذين يعتقدون بأن حديث الإنجيل عن تدمير الأرض بالنار، يعنى أن الأرض ستدمر في حرب نووية فاصلة لا مفر منها. ومن العجيب أن رجال الدين البروتستانت من المبشرين وغيرهم، يذكون في أتباعهم هذا الاعتقاد ويحيونه، متبعين في ذلك اليهود أحياناً، ومستقلين بالاعتقاد أحياناً أخرى، حيث جني هؤلاء المبشرين الكثير من الفوائد والمغانم من وراء زرع الشعور بدنو يوم القيامة في الناس. "ولا شك أن الحديث عن غيبيات ستحدث وربطها بغيبيات حدثت يجذب الانتباه بقوة، ويجلب بإلحاح وشدة نظر من يوجه إليه الحديث، فالخوف من المجهول، وترقب المنتظر أمر طبيعي في مكنون النفس البشرية. ولم يقتصر رجالهم في استغلال تلك المشاعر، وراحوا يؤججون نيران الحماسة في