في عام ١٩٦٧م أمدت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بالمال والعتاد والأسلحة، ونتج عن ذلك هزيمتها للعرب في نكسة ١٩٦٧م، واستيلائها على مساحات واسعة من الأراضي العربية. وعندما حاولت الدول العربية استعادة حقوقها وقفت لها أمريكا بالمرصاد من خلال دعمها اللامحدود لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً وسياسياً. وفي عام ١٩٧٣م تدخلت الولايات المتحدة عن طريق وزير خارجيتها (هنري كيسنجر) وأوقفت مد النصر العربي على إسرائيل في حرب ١٠ رمضان المجيدة، حيث كان هذا التدخل بداية دخول مصر تحت المظلة الأمريكية وتوقيع أول معاهدة سلام مع إسرائيل.
وبالرغم من أن انتصار أكتوبر وما تبعه من حظر تصدير النفط للدول الغربية حقق للعرب فائض مالي كبير، إلا أن هذا الأمر كانت له نتائج خطيرة على المستويين العربي والدولي. فعلى المستوى العربي احدث النفط فساداً في الواقع العربي وفي المجتمع العربي، وتحولت هذه النعمة التي أنعم الله بها على العرب إلى نقمة عليهم بسبب أنانية بعض الدول النفطية وضعفها وخضوعها لمصالح الغرب، بدلاً من استخدام هذه النعمة كوسيلة ضغط للحصول على حقوق الأمة أو لتنمية اقتصاديات إخوانهم العرب على الأقل.
أما على المستوى الدولي فقد استغلت أمريكا هذا الأمر لإيقاع دول العالم الثالث في شرك الدين، حيث تمخضت الزيادة المفاجئة في أسعار النفط أوائل السبعينيات عن زيادة هائلة في الفائض من العملات الأجنبية المتحصلة للدول المصدرة للنفط من خلال مبيعاتها في الخارج والتي أودعت في البنوك الغربية الكبرى الرئيسية، التي توظف تلك الأموال من خلال منح القروض للدول النامية بأسعار فائدة مرتفعة. وعادة ما تكون معدلات النمو في الدول المدينة أدني من معدلات الفائدة التي يتعين علي هذه الدولة دفعها، فتبدأ العناصر الإنتاجية ومقومات الاقتصاد في ذلك البلد بالعمل فقط لتوفير خدمات الديون والقروض. ولما