بسبب اتساع رقعه الدوله ودخول كثير من الشعوب تحت مظلة الإسلام. لهذا حدث الاجتهاد والاختلاف (بما لا يفسد للود قضيه) بين المسلمين والفقهاء، وادلى الجميع بدلوه في هذا الامر فظهرت مدارس اهل الرأى واهل الحديث، وظهر علم الكلام والفلسفه وغيرها من العلوم الدينية والدنيوية، والتى مكنت للمسلمين من النهضه والريادة وتسيد العالم.
واعتقد ان الجميع يعلم الفرق بين واقعنا المعاصر كمسلمين وواقع المسلمين ايام مجدهم، وحجم القضايا والامور التى ظهرت والتى بحاجه إلى اجتهاد ومعرفه دقيقه بمقاصد الشريعه لتحديد الموقف الشرعى الدقيق منها. وهنا لابد من تحديد الإسلام المقصود .. هل هو اسلام بن لادن .. الاخوان المسلمون .. حزب التحرير .. طالبان .. ابى حفص .. ام الإسلام السلفى أو الليبرالى .. الخ. وهنا فاننى لا اعيب تعدد الاحزاب والتيارات الإسلامية فهذا امر مطلوب وصحي، ولكن الشئ المعيب هو ان نجد ان كل حركه وتيار لا تحترم وجهة النظر الاخرى بل قد يصل الامر إلى حد التكفير والخروج عن المله (بأسهم بينهم شديد) .. ولكن الجميع يستشهد بحديث نبوي عن ضرورة انقسام الامه إلى ٧٢ فرقه ليس بينها الا فرقه واحد ناجيه من النار، وبالتأكيد فان كل فرقه تعتبر نفسها فقط الفرقة الناجية. وهنا يتوه المسلم البسيط الساعى إلى الفوز العظيم، في غابة الفرق والاحزاب والدراويش، لعله يجد مبتغاه وينجو من النار، وهنا تكون بداية التطرف والتنطع في الدين. فمادامت القضية، قضية فرقه ناجيه بدون غيرها، يجعل اتباع كل فرقه يعتقدون ان مهمة اصلاح الدين والدنيا تقع على عاتقهم وحدهم ولا يجب عليهم التنازل قيد انملة عن تعليمات مشايخهم الذين يستغلون بساطة هؤلاء المؤمنين، وتتوه شعوب الامه بين الفرق ومشايخها وفتاويهم .. فهذا يحرم وذاك يزكى وآخر يكفر وغيره يؤجل .. وهكذا وبسبب الفهم الخاطئ للاسلام، وبدلاً من ان يكون الإسلام حلاً لمشاكل الامه يصبح عبئا آخر عليها، وبدلاً من ان يوحدها ويجمع شملها، يشتتها ويفرقها.
وبالرغم من انني احسب نفسي من المؤمنين بمقدرة الإسلام على الاخذ بيد الامه لطريق الوحدة والنهضه والعزه واحاول من خلال بعض مشاريعي البحثيه ان اساهم بهذ المجال قدر استطاعتي، الا انني وصلت إلى قناعه بأن الوقت لم يحن بعد لهذا المشروع ليأخذ مكانه ويزاحم الآخرين للظفر بالسلطه وقيادة الامه في ظل