القيادات وطريقة التفكير الحالية، لان التيارات الفكرية الإسلامية أو على الاقل ما تمخض عنها من حركات واحزاب اسلامية لاتزال تعيش في عالم غير عالمنا ولم تستطع حتى اللحظه ان تدرك ليس فقط المعاني العظيمه للاسلام بل والاخطر انها لا تعرف شئ عن حقيقه العالم الذي نعيش فيه والمتغيرات التى تحكمه واكتفت برفع شعارات براقه كالإسلام هو الحل والإسلام هو البديل .. الخ، بدون ان تقدم ايه حل أو بديل مقنع للجماهير على اي مستوى من المستويات، ولهذا تجد نفسها في مأزق بمجرد امتلاكها للسلطه أو جزء منها فتفشل.
وبالطبع فان مبرراتها جاهزه لسبب الفشل وهو مؤامرة الكفار والعلمانيون الذين لا يريدون للاسلام ان يحكم، كما ان تهمها بالخيانه والعماله والرده والخروج عن الصف جاهزه لمن لا يوافقونها الرأى. وهنا فاننى لا انكر ان هناك مؤامره على الإسلام، ولكن ليس هذا هو المهم بل الاهم من ذلك هو استعدادنا لنكون ضحيه للمؤامرة والتى ما فتئت الحركات الإسلامية تقع فيها من اول تجربه سلطويه تمر بها سواء كانت في الحكم أو في المعارضه، والمؤمن لا يلذغ من جحر مرتين.
وبالرغم من اننى لا انكر اصاله النشأة والتكوين لاغلب الحركات الإسلامية، وصدق نواياها الا ان مشكلتها الرئيسية كانت في عدم نضوجها ووعيها السطحى بالوضع الدولى وتعقيدات الحكم على المستوى الوطنى، فوقعت في صدامات غير مبرره مع السلطه على المستوى المحلي، ودخلت في صراعات غير محسوبه مع الدول العظمى على المستوى الدولى، وتم كل ذلك باسم الجهاد في سبيل الله تعالى من أجل رفعة شأن الإسلام، فانتشرت الصدامات في مختلف البلدان من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وخالطتها كثير من المخالفات الشرعية، التى اتخذت من الإسلام درعا لطرح فكر متعصب لا يقبل التسامح ولا العقل ولا الاعتراف بالاخر بدلا من زرع بذور الخير والمحبة والقذوة الحسنة والكلمة الطيبة التي توحد الناس وتأخذ بيد الامه إلى التغيير المطلوب.
ولو حاولنا مراجعة تجارب حركات الإسلام السياسي في منطقتنا منذ الاستقلال وحتى اللحظه فاننا سنجد انها تنقسم إلى قسمين، الأولى ونتيجه لفكرها المغلق التكفيرى وعدم نضوجها السياسي، وضعت نفسها كخصم عنيد لكافه الانظمه الوطنية واخذت تزاحم على السلطه بدعوى انها تريد تطبيق الإسلام