بالرغم من ان مشروعها الإسلامي لم يكن جاهزا وقتها وحتى اللحظه، واخذت تستغل بعض التصرفات هنا وهناك لتكفير النظام ومحاولة الانقلاب عليه بدلا من المساعده في مواجهة التحديات والاخذ بيد النظام الوليد، وهذا ما حدث في مصر والعراق وسوريا في ذروة المد الثوري والقومي حيث وضعت حركة الاخوان المسلمين وغيرها من الحركات نفسها في مواجهه مباشره مع الاحزاب القوميه، وكأن الإسلام يعارض القومية والوحدة العربية، بل اننى اذكر كيف انهم كانوا يصورن فكر القوميين العرب والبعثيين وكأنه فكر شيوعي الحادي كافر، ونسى القوم ان فكرة بعث الامة العربية هي في النهايه بعث للاسلام واحياء له لانه لا عروبه بدون اسلام.
ثم جاءت تجربه هذه الحركات لتتكرر وتقوم بنفس الدور في العراق ابان الغزو الأمريكي للعراق حيث فضلت ان تقف في صف المحتل المعتدي ضد نظام صدام متناسيه ومتغافله عن احكام صريحه في القرآن تحرم ذلك وكانت النتيجه ما نراه ونسمعه في العراق من دمار لكل شئ وحرب طائفيه بين من يدعون الإسلام (شيعه وسنه) بدل الحرب على الاجنبي المحتل. وفي سوريا كاد يتكرر نفس المشهد عندما ابدت حركة الاخوان المسلمون السورية استعدادها للتعاون مع أمريكا للاطاحه بالنظام السوري.
اما النوع الثاني من الحركات الإسلامية والتي ظهرت في نهاية السبعينيات، فقد مثل ظهورها تطور نوعي في عمل الحركات الإسلامية نتيجه لما فرخته التجربه الافغانية من حركات ولدت في احضان المخابرات الأمريكية والانظمه المتعاونه معها، حيث دخل معها الإسلام السياسي مرحله جديده وخطيره، بعد ان تم تصنيعه ثم استغلاله من قبل المخابرات الأمريكية والعربية، فحصل على مشروعيه مؤقته لدحر الغزو السوفيثي لافغانستان، ولكن بعد انتهاء دوره مع السوفيث، بدأ اضطهاده ومطاردته لدفعه للقيام بدور جديد من خلال نشره في كل مكان، فظهرت هذه الحركات بدون تحديد اوليات واسس لعملها الجهادي واستخدمت من حيث لا تدري كاداه، فكانت ثاره تعمل كوكيل لأمريكا في اثارة القلاقل في الدول العربية وروسيا ومناطق اخرى، وثاره كاداه في يد المحافظين الجدد في أمريكا في سعيهم لتصوير الإسلام كعدو بديل للشيوعية وانه الخطر الذي يتهدد العالم والذي استخدمته أمريكا ودول اوروبا الغربيه كمبرر لاعلان حربها على ما يسمى بالارهاب والتضييق على