للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسلمين في كل مكان، وتجلى ذلك في احداث ١١ سبتمر التى ابتهج لها كثير من المسلمين ولكن بعد حين اكتشفوا عمق المأزق الذى وضع المسلمون به نتيجه هذه الاحداث، وبدأ البعض بعد فوات الاوان ينتقد هذه العمليات ويشكك في من يقف وراءها وجدواها بعد ان لمسوا انعكاساتها الخطيره على الامه، وان المستفيد الوحيد من هذه الاحداث كانت ادارة بوش المتطرفه واسرائيل، التى استخدمت بعض الحركات الإسلامية ليس كاداه تنفيذية -لانهم لايصلحون لذلك- بل فقط كمتبني يقف من بعيد ليخرج علينا من حين لاخر ببيانات واشرطه مصوره استخدمتها ادارة بوش افضل استخدام لضرب الإسلام في كل مكان.

وهكذا لم تكتفي كثير من حركات الإسلام السياسي بتخريب واعاقه حركات التحرر الوطنى في بلدانها بل انها عملت على الاساءه إلى الإسلام والعروبه في العالم وابراز المسلمين بشكل بشع امام العالم من خلال عمليات وتصريحات وافعال الحقت اضرار فظيعة بالإسلام والمسلمين وشوهت صورته. وهنا فانني لا انكر كيد الغرب وأمريكا للاسلام واهله، ولكن هذا لا يعنى الدخول في مواجهه مفتوحه معهم بدون حساب التداعيات الخطيره على الإسلام. كما انني لا احاول تبرئه الانظمه الحاكمه من كثير من الاخطاء والخطايا والتجاوزات، ولكن هذا لا يبرر ان تضع هذه الحركات نفسها على طرف نقيض من هذه الانظمة وتحاول بكل الطرق الانقضاض عليها بدل توحيد الجهود والتدرج واعداد العده للتغيير المطلوب.

فبالرغم من ان كثير من الحركات الإسلامية لم يكن لها ميزه زائده عن الحركات الوطنية الاخرى في حروب الاستقلال وتضحياتها، بل ان ظهورها كان متأخر جداً في بعض المناطق، الا انها وبمجرد زوال الاستعمار بدأت تنشط ووضعت نفسها مباشره في صدام مع النظام بدون تطبيق ابسط ابجديات العمل الإسلامي من تحديد الأوليات والوعى بالتحديات والتدرج في حلها. بل انها اكتفت بالتركيز على شكليات الإسلام دون الجوهر فكانت النتيجه رؤيه ساذجه ومبسطه للاسلام جعلت الواحد منهم يعتقد ان تطويل اللحى وتقصير الجلباب يكفي لاستحقاقه النصر من الله والدعوه إلى اقامة دولة الخلافه، ونسى أو تناسى القوم ان للنصر والاستخلاف شروط وقوانين غير اللحى الطويله والاسماء الجميله التى تستحضر عظمة الماضي بشكله لا بجوهره، فليس كل من تسمى بابي حفص ملك عداله عمر، وليس كل من

<<  <  ج: ص:  >  >>