للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ـ حول احتمالات نشوب الحرب النووية مع روسيا. وفي العام ١٩٨٣م استخدم (ريجان) تعبير "الامبراطوريه الشريرة" إشارة إلى الإتحاد السوفيتي بمعنى أن السوفييت من قوى الشر التي تدعم قوى الظلام، التي تحارب تحت لواء الوحش عدو المسيح في معركة تل مجدو الرهيبة، حيث يفترض في تلك المعركة أن تقاتل إسرائيل وحلفاءها من قوى الخيرـ كذا ـ إلى جانب المسيح عند مجيئه الثاني (١).

وحيث وضع الرئيس الأسبق ريجان معركة تل مجدو نصب عينيه، فقد وجد من واجبه الديني العمل على زيادة الجبروت العسكري الأمريكي استعدادا للمعركة الرهيبة، وليس من شك في أن عقيدة ريجان بقرب انتهاء التاريخ في تل مجدو كان لها الأثر الأكبر في توجيه سياسته الاقتصادية، وسياسة التسلح العسكري الأمريكي. فخلال فترتين متتاليتين من رئاسته تفاقم عجز الميزانية الفدرالية إلى مستوى مذهل لم يسبق له مثيل في تاريخ أمريكا، وقد انبثقت سياسة ريجان الاقتصادية المبنية على الإنفاق التضخمي من اعتقاده بعدم وجود مبرر للقلق من تفاقم الدين العام، ما دامت (الخطة الإلهية) اقتضت نهاية التاريخ العاجل، ثم أن الإنفاق تركز على التسلح باعتباره الوسيلة المثلى لضمان المستقبل، في الوقت الذي تم فيه تخفيض الإنفاق على البرامج الاجتماعية المحلية، وفي ذلك قال ريحان: "لا يمكن لمعركة تل مجدو أن تحدث في عالم مجرد من السلاح". ومن المعروف أن الوعاظ الأصوليين من أمثال (جيري فالويل) (وهال ليندسي) (وبات روبرتسون) يؤمنون بأن المجيء الثاني لن يتحقق إلا بعد سلسلة من الكوارث والفوضى الاجتماعية والانهيار الاقتصادي وحرب نووية في تل مجدو (٢).

ولم يكتف الرئيس ريجان بالإيمان بمثل هذه الخرافات، بل المصيبة الكبرى هي أن رئيس اكبر دوله في العالم والتي لديها مخزون من أسلحة الدمار الشامل، قادرة على تدمير الأرض وإفناء الحياة عنها، كان يؤمن أيضاً بالتنجيم والأبراج، حيث أثر ذلك على قراراته السياسية وعلاقاته مع الدول. يقول (كيتى كيلى) في كتابه (نانسى ريجان ـ فضيحة في البيت الأبيض): اظهر الرئيس (ريجان) اعتقاده في


(١) زعماء ودماء ـ ايمن ابو الروس ص١٠٤
(٢) يد الله ـ جريس هالسيل ـ ص١٧

<<  <  ج: ص:  >  >>