للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشر اليوم، ولكن مصحوباً بنقيضه المشرق الخير. فإذا كان لابد من محاربة الشر فهذا لا يمكن إلا بواسطة الخير. والقوى المنضمة إلى الخير هي في معسكر الأخيار. أن هذه التبسيطة الثقافية تسمح لأنصار الحرب الأخلاقية بأن يبرروا الغاية بكل الوسائل المتاحة" (١).

"إحدى خصائص محور الشر الأساسية ـ على الطريقة الأمريكية ـ هي أنه ذو شكل متغير فهو يمثل حيناً بليبيا وإيران، وحيناً بسوريا. وفي سنة ١٩٩٠م كان العراق، تم بمقتضى الظروف صار الصومال، تم حماس أو واحدة من قبائل الفلبين. ويشمل هذا التصنيف أكراد حزب العمال الكردي ولا يشمل أكراد حزب الاتحاد الكردي، الذين يتمتعون بدعم وكالة المخابرات المركزية. وفي السنوات الفائتة نالت القوى المسلحة الثورية الكولومبية ( FARC) شرف التسجيل على هذه اللائحة، التى يظهر فيها بين حين وآخر كل من السودان واليمن، حسب الظروف. إن محور الشر هو كناية عن جردة انطباعية على طريقة بريفير تعود علة بقائها إلى مصالح سيد البيت الأبيض المتقلبة (٢).

وبالرغم من الكثيرين بدأو ينظرون بريبة وشك إلى مثل هذه التعبيرات، إلا أن ذلك لا يجب أن يعمينا عن الأبعاد الفكرية والدينية الراسخة الجذور لمثل هذه التعبيرات، والتي حفل بها التاريخ الأمريكي منذ بداياته. ففي بلد للدين فيه نفوذ كبير على السياسة، فإن مفردة (الشر) مرتبطة بمفردة (الشيطان)، وبهذا المعنى يستخدم الدين لمواصلة أهداف غير نبيلة على عكس ما يُزعم، حيث أن من يجسدون هذا الشر تغيروا عبر الحقب الزمنية .. في الأول كان الهنود هم الذين يجسدون هذا الشر، ثم عوضوا فيما بعد بالأفر وأميركيين، لكن هؤلاء تركوا منصبهم للفوضويين الذين تبعهم الشيوعيون. أما اليوم فوجوه الشر هي العراق وإيران وكوريا الشمالية


(١) خطورة أمريكا - ملفات حربها المفتوحة في العراق ـ نويل مامير، باتريك فاربيار - ترجمة ميشال كرم ص٨٥
(٢) خطورة أمريكا - ملفات حربها المفتوحة في العراق ـ نويل مامير، باتريك فاربيار - ترجمة ميشال كرم ص٨٥

<<  <  ج: ص:  >  >>