استخدامها ضد الكثير من الدول والشعوب (١). فأعضاء هذه المنظمة يؤمنون في ما يسمى التفوق العسكري، كأسلوب وحيد للسيطرة على الشؤون السياسية الدولية. وهو ما يجعلنا نفهم لماذا عندما جاء بوش إلى الإدارة الأمريكية بعد انتخابه افتتح عهده بقرارات تطالب بالانسحاب من المعاهدة؟ التي وقعت مع الاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٢م، والتي تتضمن بنودها الحد من انتشار الأسلحة النووية والبالستية، والتي كانت تعتبر حجر الأساس في حفظ التوازن الدولي، والتوقف عن سباق التسلح، حيث تحجج بوش بالتحديات، التي تواجه الولايات المتحدة في ما يسمى مواجهة الإرهاب.
وكذلك رفض التوقيع على معاهدة الحد من الأسلحة البيولوجية والكيمائية، ووافق على الانسحاب من معاهدة كيتو، التي تهتم بالمناخ والتغييرات المناخية، التي يشهدها العالم. ولم يكتف بذلك، بل أكد على الاستمرار في برنامج التسلح وبرنامج حرب النجوم، وبدأ بإطلاق التهديدات ضد الكثير من الدول، ووافق على صرف ١٠٠ بليون دولار على مشروع نظام الصواريخ، الذي يهدف إلى توجيه الصواريخ العابرة للقارات والبالستية بالأقمار الاصطناعية، إضافة إلى ٦٠ بليون دولار صرفت في وقت ريجان والجمهوريين خلال ١٥ سنة.
وتؤمن منظمة الجماجم والعظام باستراتيجية تسمى (فرض النظام بالقوة)، بعد إشاعة الفوضى والقلاقل، حيث تورط أعضاء المنظمة في إثارة الفوضى والقلاقل في كثير من الدول، مثل تورط المخابرات الأمريكية في حرب فيتنام، ودعم عملاء المخابرات لرجال المافيا في إيطاليا لزعزعة الحكومة الاشتراكية في السبعينات، وتورط (بوش الأب) في إيران كونترا، وتقديم السلاح والدعم لمتمردي
(١) كشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة غارديان البريطانية أن معظم البريطانيين والمكسيكيين والكنديين يعتبرون الرئيس الأميركي جورج بوش أخطر على السلام العالمي من زعيم كوريا الشمالية ورئيس إيران. ورأى حوالي ٧٥% من البريطانيين أن بوش يمثل خطرا كبيرا أو متوسطا على السلام العالمي، ولا يتفوق عليه إلا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي حصل على ٨٧%. كما يرى ٦٩% من البريطانيين و٦٢% من الكنديين و٥٧% من المكسيكيين بأن سياسة بوش جعلت العالم أخطر من ذي قبل. وفيما يتعلق بالحرب على العراق، فقد رأى ٨٩% من المكسيكيين و٧٣% من الكنديين و٧١% من البريطانيين و٣٤% من الإسرائيليين أن تلك الحرب لم تكن مبررة. والاستطلاع المذكور أجرته في بريطانيا صحيفة "الغارديان" وفي إسرائيل صحيفة "هآرتس" وفي كندا صحيفتا "لابريس" و"تورونتو ستار" وفي المكسيك صحيفة "ريفورما", وأعد بالتنسيق مع معاهد مهنية لاستطلاع الآراء في كل من البلدان المذكورة.) الجزيرة نت ٤/ ١١/٢٠٠٦ (