للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالقس (فالويل) له منطق على هواه لا يعوقه شيء حتى الكتاب، الذي سيتشهد بالآيات منه. لأن (روش) لا تعني روسيا، بل تعني (رأس) أو (رئيس) باللغة العبرية، وماشك وتوبال لا تعنيان موسكو وتبلسك، بل هما اسمان وردا في سفر التكوين، لاثنين من أبناء يافث، وكذلك (جومر) لا تعني أوربا الشرقية، فماشك وتوبال وجومر ومأجوج من أسماء بني يافث تكوين (١٠: ٢)، وأسماء أقوام سكنت أسيا الصغرى، لكن القس (الطيب) جيري فالويل، قرر أنها كلها أسماء أماكن معاصرة، روسيا، وموسكو، وتبلسك، وأوروبا الشرقية، تنبأ حزقيال بأنها ستهاجم إسرائيل مع حلفائها الأشرار إيران، وليبيا والحبشة أو جنوب أفريقيا. وأخذ ذلك الاعتقاد عنه - مع استبعاد جنوب أفريقيا - الرئيس الأميركي المولود ثانية رونالد ريغان.

غير أنه وقع ارتباك هنا فيما يخص الأسماء، ففي حين أكد جيري فالول أن (روش) هي روسيا، رأى (بات روبرتسون)، والمؤشر في يده، والخريطة على الحائط أمام المؤمنين، أن (روش) هي الحبشة، أما روسيا فهي يأجوج ومأجوج، وفي حين أكد جيري فالول أن (جومر) هي أوروبا الشرقية، أكد روبرتسون للمؤمنين أن (جومر) هي اليمن الجنوبية، وفي حين أعلن فالول أن (توجرمه) هم القوقاز، أكد (روبرتسون) أنهم الأرمن وأن اسمهم التوراتي (بث توجرمه)، توخياً للدقة العلمية، أما ليبيا فأطلق عليها القس روبرتسون، من ذاكرة مشوشة فيما يبدو، اسم (بوت) وربما تبث ذلك الاسم بتلك الصورة مما كان المصريون القدماء يدعونه ببلاد بونت (التي يرجح أنها ما يعرف الآن باسم إريتريا، أو ما يعرف باسم الصومال، فهي منطقة شبه أسطورية ورد ذكرها باستمرار في النصوص الفرعونية من المملكة القديمة). وبكل تأكيد، لم تعرف ليبيا في أي وقت باسم (بوت) أو بونت، بل عرفت باسم (لهابيم). فالخلاف على أشده جغرافيا بين المبجل (فالويل) والمبجل روبرتسون، والبلد الوحيد من فريق (أبناء الظلام) الذي اتفقا على تسميته، هو إيران ـ فارس القديمة (١).

ونتيجة لتأكيد روبرتسون أن الحبشة لا جنوب أفريقيا، هي التي ستنضم إلى جيش أبناء الظلام، وبصرف النظر عن تسميته لها بـ (روش) رحب الرئيس الأميركي ريغان بذلك التباين اللاهوتي، نظراً لإخراج جنوب أفريقيا من الحلف في رواية


(١) المسيحية والتوراة - شفيق مقار ص١٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>