وخلال فترة رئاسته، وجه القس المسيحي الصهيوني بلاكستون (المنتمي إلى الميثوديست أو المنهاجيين) مظلمة إلى هاريسون ممهورة بتوقيع ٤١٣ من القيادات المسيحية الأمريكية تطالب بتجميع اليهود في (وطنهم) فلسطين. وقد عبر بلاكستون عن هذا صراحة في مظلمته التي طالب فيها بالمساعدة في إعادة فلسطين لليهود. حيث جاء في هذه العريضة قوله:"لماذا لا نعيد فلسطين لهم ـ اليهود ـ إنها وطنهم حسب توزيع الله للأمم، وهى ملكهم الذي لا يمكن تحويله لغيرهم والذي طردوا منه عنوة. لقد كانت أرضاً مثمرة بفضل فلاحتهم لها، وكانت تعيل ملايين الإسرائيليين الذين كانوا يفلحون سفوحها ووديانها بكل نشاط، كانوا مزارعين ومنتجين، كما كانوا أمة ذات أهمية تجارية كبرى ـ مركز الحضارة والدين. لماذا لا تعيد الدول التي أعطت بموجب معاهدة برلين عام ١٨٧٨م، بلغاريا للبلغاريين والصرب للصربيين، فلسطين لليهود"(١). وقد تسلم الرئيس هارسون هذه العريضة ووعد بأن يأخذها بعين الاعتبار.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المظلمة وقع عليها عميد أسرة روكفلر، وكبير قضاة المحكمة العليا، ورئيس مجلس النواب بالكونجرس، وعدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ، وكبار القساوسة، ورؤساء تحرير عدد من الصحف أي وقعت عليها أمريكا بالكامل، ممثلة في قادتها السياسيين وقيادات الرأي فيها وهي تلخص وتحدد بصراحة أهم المنطلقات الصهيونية والأكاذيب والأباطيل التي روج الصهاينة مشروعهم من خلالها وهي:
ـ أن فلسطين أرض بلا شعب، واليهود شعب بلا أرض.
ـ أن اليهود هم أصحاب فلسطين، والمطلوب إعادتهم إليها، راجع السطر الأخير من المظلمة.
(١) الولايات المتحدة والفلسطينيون بين الاستيعاب والتصفية ـ د. محمد شديد ـ ترجمة كوكب الريس ـ ص ٥٨ - المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ١٩٨١