اعداد العدة والاخذ بالاسباب ووضع خطط الحروب فبرزت عبقريات فذه وبطولات عظيمه ومواقف ايمانية جعلت اليقين بالنصر من الله حقيقة واقعه، لان "اعقلها" سبقت وتوكل، ولان الايمان صدقه العمل.
والسؤال الذي يبرز بقوه في واقعنا المعاصر اين نحن من كل ما تقدم؟ بالطبع الفارق كبير كالفرق بين الثرا والثريا كما يقولون، وواقعنا المزري خير شاهد على ذلك حيث تتصدر دولنا العربية والإسلامية القائمة السوداء في كل شئ من التخلف العلمي والامية والجهل والفقر والفساد والرشوه والتطرف .. الخ. فاين الحركات الإسلامية من كل ذلك وما هي مساهماتها ومبادراتها؟ بالرغم من علمي ان هذا يقع ضمن مسئوليات الدوله، ولكن ذلك لا يعفيها من المسئولية لانها تمتلك اكبر قوه للتأثير على الناس بسبب الميل الفطري لدى الناس لاتباع رأى علماء الدين إذا صدقوا وتوحدوا، كما ان المجال مفتوح امامها للعمل في كثير من المجالات البعيده عن الصدام بالسلطه لتقديم القدوة الحسنة في كل شئ واعداد العدة للتغيير بدل السعي إلى السلطه وهي خاوية اليدين، فتصتدم بالواقع المر الذى تسعى لتغييره، لان المطالبه بالتغيير شئ والقدره على التغيير وامتلاك ادواته شئ آخر مختلف، لما يتطلبه ذلك من وعي وقدره وخبره وتوحيد للجهود الوطنيه بكافه اشكالها ومشاربها، بالاضافة إلى تحديد الاهداف المطلوب تحقيقها بوضوح في ظل الامكانيات المتاحه، بدون الزج بالإسلام في ساحات للصراع غير متكافئة.
إن المطلوب من كافة الحركات الإسلامية ان تراجع نهجها وطرق عملها وتستوعب العبر والدروس الحقيقية لسنن العلو والتمكين، وتكف عن الزج بالإسلام في صراعات وتجارب خاسره وفاشله نتيجة عيب فيها وليس في الإسلام الذي بدأ يدفع ثمناً باهضاً نتيجة جهل ابناءه وخبث اعدائه. ان الإسلام شريعة الله في أرضه ودينه القويم وسبيل الهداية والصلاح والفلاح لنا في الدارين، الا أن الجهل وانحراف الرؤى والأفكار ومناهج العمل لبعض الجماعات الإسلامية المتشبعة بثقافة العنف ورفض الآخر تقف من حيث لا تدري حجر عثره في سبيل نهوضه وتمكينه وتعزله عن العالم وتقيم حواجز من التخلف والعداء حوله، حيث تتستر هذه الجماعات على أعمالها المتطرفة بالدين وشريعته الإسلامية للوصول إلى السلطة، وشتان بين منهج سياسي يتحصن بدرع الدين ويسعى باسمه للوصول إلى السلطة، وبين قيم