للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي من البلدين، لأن هذه العلاقة مغروسة بعمق في وجدان شعبينا وفي قيم حضارتنا" (١).

والرئيس ريجان لم يشد عن هذه القاعدة، حيث يعتبر من أكثر الرؤساء الأمريكيين تديناً وإيمانا بالنبوءات والخرافات التوراتية، وبالذات تلك المتعلقة بمعركة هرمجيدون الرهيبة، حيث صرح "بأنه كان يشعر عند خوضه الانتخابات الأمريكية بأن المسيح يأخذ بيده، وانه سوف ينجح ليقود معركة (الهرمجدون) التي يعتقد أنها ستقع خلال الجيل الحالي في منطقة الشرق الأوسط" (٢). وقد عبر (رولاند ريجان) عن الأبعاد التوراتية لالتزام الولايات المتحدة الأمريكية ـ الأخلاقي والروحي والثراتى والأدبي ـ بإسرائيل بقوله، مخاطباً المدير التنفيذي للمنظمة الصهيونية (ايباك): "حينما أتطلع إلى نبوءاتكم القديمة في العهد القديم وإلى العلامات المنبئة بمعركة هرمجيدون ـ أي نهاية العالم ـ أجد نفسي متسائلاً، عما إذا كنا نحن الجيل الذي سيرى ذلك لاحقاً. ولا أدرى إذا كنت قد لاحظت مؤخراً أي من هذه النبوءات، ولكن صدقني إنها تنطبق على زماننا الذي نعيش فيه".

ويقول أيضاً: "إن نهاية العالم قادمة، ويراها الرئيس كما تفسر النظريات معركة ـ هرمجيدون ـ حينما تغزو جيوش السوفيت والعرب وآخرين دولة إسرائيل، وستباد جيوش الغزاة بواسطة قنبلة ذرية محدودة وسيموت ملايين اليهود، أما المتبقي منهم فإنه سيتم إنقاذهم بواسطة جيش المسيح، والذي سيعود إلى الأرض لمعاقبة القوى المضادة للإسرائيليين وسيقضى على قوى الشر في معركة تسمى هرمجيدون، وتقع في سهل مجدو في فلسطين، وستنتهي هذه المحنة بقبول اليهود للمسيح كمنقذ لهم، وبزوغ فجر عصر الألف عام السعيدة تحت حكم المسيح" (٣). وآراء ريجان هذه ليست الأولى من نوعها، فلها سوابق كثيرة في المكتب البيضاوي،


(١) زعماء ودماء ـ ايمن ابو الروس ص٩٩
(٢) المسيخ الدجال (قراءة سياسية في اصول الديانات الكبرى ـ سعيد أيوب-ص ١٦٧ - دار الاعتصام- ط١ ١٩٨٩
(٣) ريغان الرجل والرئيس ـ تأليف مجموعة من الصحفيين الأمريكيين- من سميث، هيدريك- ص ٧٨ - الدار العربية للموسوعات- ط١ ١٩٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>