للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن العجيب ـ أيضاً ـ أن الحديث عن (الهرمجدون) يتداول على نطاق واسع، وعلى أعلى المستويات، وفي أدق القضايا العالمية وأخطرها. قال المبشر (جيمى سواجارت) في برنامج تلفزيوني أذيع في ٢٢ سبتمبر ١٩٨٥م: "يجب أن لا نتوصل إلى اتفاقات مع الإتحاد السوفيتي .. إن معركة (هرمجدون) مقبلة، ستقع هذه المعركة في سهل مجدو .. إنها مقبلة، في وسعهم أن يوقعوا كل معاهدات السلام التي يريدون .. كلها لن تحل .. ومشكلات أوروبا لن تحل، بل ستصبح أسوأ .. حتى يأتي المسيح المخلص". وينظم هذا المبشر رحلات دورية إلى الأرض المقدسة، يطوف فيها بالمسيحيين الإنجيليين في أنحاء القدس شارحاً لهم كيف ومتى ستحدث الأحداث العظام في هذه المناطق؟!! (١).

أما (جيرى فالويل) فقد قام برحلة إلى فلسطين عام ١٩٨٣م، اصطحب فيها ٦٣٠ مسيحياً استقلوا الطائرة من نيويورك إلى تل أبيب، وذهبوا إلى (مجدو) مكان المعركة المنتظرة. وفي خطبة ألقاها (جيرى فالويل) يوم ٢ ديسمبر١٩٨٤م، قال معلقاً على اقتباس من سفر الرؤيا، ومشيراً إلى معركة مجدو: "إن هذه الكلمة (مجدو) تنزل الخوف في صدور الناس، سيحدث اشتباك أخير، وسيدمر الخالق هذا الكون" وقال: "وبالرغم من التوقعات الوردية وغير الواقعية من جانب حكومتنا بشأن اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، فإن هذه المعاهدة لن تدوم طويلاً". ثم قال: "من المؤكد أننا نصلى من أجل سلام القدس، ومن المؤكد أننا نكن الاحترام لمن وقعا اتفاقية السلام، إنني أعلم وأنتم تعلمون، أنه لن يكون هناك سلام حقيقي في الشرق الأوسط إلى أن يجلس المسيح يوماً على عرش داود في القدس". وعموماً فإن الحديث عن مجدو في الأوساط المسيحية، البروتستانتية، واليهودية، لا يفوت هؤلاء وأولئ، عندما يحدث أي حدث غير عادى على أرض الواقع، حيث يربطون ما حدث بما سيحدث، ويرجعون هذا وذاك إلى ما حدث بالأمس ...


(١) النبوءة والسياسة ص ٤١

<<  <  ج: ص:  >  >>