١٩٨٦م والجماهيرية الليبية تعتبر العدو الدولي الأول بالنسبة لريغن. ولكن هل كان لذلك التصور علاقة بتفسير ريغان لنبوءات التوراة؟.
حسب رواية (جيمس ميلز)، فإن ريغن كان يكره الجماهيرية الليبية باعتبارها أحد أعداء (إسرائيل) الذين تذكرهم النبوءة، وبالتالي فإنها عدوة يهوه. ويذكر جيمس ميلز في عدد آب ١٩٨٥م من مجلة (سان رييجو) أنه في حفل عشاء أقيم عام ١٩٧١م ساكرامنتو ـ كاليفورنيا على شرف ريغن حاكم الولاية آنذاك، بدأ ريغن فجأة بالتحدث مع جيمس ميلز الجالس بجانبه حول نبوءة الكتاب المقدس، وحتمية الحرب ضد الاتحاد السوفيتي، (الذي يمثل يأجوج ومأجوج في الكتاب) في حرب عظيمة مدمرة نسبة إلى هرمجدون. ويذكر (جيمس ملز) أن (ريغن) قال له بحدة: إن الإصحاح الثامن والثلاثين من سفر حزقيال ينص على أن أرض إسرائيل ستتعرض للهجوم على يد جيوش الأمم الكافرة، وعلى أن ليبيا ستكون بين هذه الدول، وتابع ريغن هل تفهم ذلك؟ إن ليبيا الآن شيوعية، وهذا دليل على أن يوم هرمجدون ليس ببعيد. ويبدو أن ريغن بقى متمسكاً بمثل هذه القناعة حتى عام ١٩٨٦م" (١).
وهنا يتضح أنه عندما ضرب ريجان ليبيا عام ١٩٨٦م بحجة تفجير (كباريه) أمريكي في ألمانيا، كان الهدف الوحيد هو إضعاف ليبيا قبل دخولها المعركة ضد إسرائيل، التي سيقودها المسيح، حيث تدلل حالة الرئيس العصبية الحرجة أيام رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية، وما أمر به من قصف للأحياء في الجماهيرية الليبية، وما استخدمه من أسلحة أمريكية متطورة في لبنان عن طريق قوات الغزو الصهيوني العنصري، على همجية محاولات الاختبار (الهرمجدونية) التي كان يعتقد بها (ريغن). وكيف أن هذه المحاولات المدمرة قد باءت بالفشل، وانتهت بالبوار والخسران؟!.
"ففى حالة ليبيا، عندما تسلط حزاذ حزقيال على رأس المستر ريجان، كان المطلب الرئيس لإطلاق الكراهية من عقالها متوفراً، وهو كون ليبيا (ايراب)، أي عرب. أما المبرر الأخلاقي، أي الشرارة المشعلة لفتيل تفجير الكراهية فكان الإرهاب.