للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثلاً آخر من هذه الضربات قول يهوه (الرب) عن دمشق بلسان النبي أشعيا: "هوذا دمشق تزال من بين المدن. وتكون رجمة دم مدن عر وعير متروكة، وتكون للقطعان ويزول الحصن من أفرايم، والملك من دمشق وبقية الأمم". ويعبر يهوه (الرب) عن حقده على دمشق بلسان النبي ارميا قائلاً: "ارتخت دمشق والتفتت للهرب. أمسكتها الرعدة وأخذها الضيق، والأوجاع كماخض. يسقط شبانها في شوارعها، ويهلك كل رجال الحرب في ذلك اليوم، يقول رب الجنود وأشعل ناراً في سور دمشق" (١). فبعدما أنذر أشعياء أهل بابل بالهلاك أن لم يؤمنوا في يوم الرب، انذر أهل فلسطين للغرض نفسه. ثم انذر موآب، ثم انذر دمشق. والسؤال هنا: هل بعدما أهلكت أمريكا العراق، وقد أهلكت فلسطين من قبل، سوف تهلك دمشق؟. من المؤكد أن هذا ما تنوي عمله، تطبيقاً للأحقاد التوراتية التي تنبأت بذلك" (٢).

وهذا الذي ورد في التوراة صيغ بطريقه أخرى في التقرير الصهيوني السابق الذكر، الذي يقول بشأن سوريا والعراق: "وينبغي أن يكون تقسيم كل من العراق وسوريا إلى مناطق منفصلة، على أساس عرقي، أو ديني، أحد الأهداف الأساسية لإسرائيل على المدى البعيد. والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف، هي تحطيم القوة العسكرية لهذين البلدين. فالبناء العرقي لسوريا يجعلها عرضة للتفكك، مما يؤدى إلى قيام دولة شيعية على طول الساحل، ودولة سنية في منطقة حلب، وأخرى في دمشق، بالإضافة إلى كيان درزى قد ينشأ في الجولان الخاضعة لنا، وقد يطمح هو الآخر إلى تشكيل دولة خاصة، ولن يكون ذلك على أي حال إلا إذا انضمت إليه منطقتا حوران وشمالي الأردن. ويمكن لمثل هذه الدولة، على المدى البعيد أن تكون ضمانة للسلام والأمن في المنطقة. وتحقيق هذا الهدف في متناول يدنا" (٣).

أما عن نصيب العراق فيضيف المقال: "أما العراق، ذلك البلد الغنى بموارده النفطية، والذي تتنازعه الصراعات الداخلية، فهو يقع على خط المواجهة مع


(١) المصدر السابق - ص١٤٠
(٢) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة -احمد حجازي السقا ص٢٢١
(٣) مجلة كيفونيم، القدس، العدد ١٤ فبراير ١٩٨٢ص٤٩ـ٥٩ نقلا عن كتاب الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية- روجيه جارودى ص٢٧١

<<  <  ج: ص:  >  >>