للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسنزيد الأمر إيضاحاً في بقية أجزاء هذا الكتاب. فمن المفارقات هنا، أن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها العراق الشقيق قد تم تحديد جهتها بناء على نبوءة توراتية، حيث تنبأ بها أشعياء وحدد منطقة المهاجمين لبابل في يوم الرب، بأنها ستكون الجنوب (الكويت والسعودية) إذ يقول: "وحي من جهة برية البحر كزوابع في الجنوب. عاصفة. يأتي من البرية. من أرض مخوفة. وقد أعلنت لي رؤيا قاسيه" (١).

أما الرؤية القاسية التي يعنيها اشعياء فهي خاصة بهؤلاء العرب الذين حددت مصيرهم التوراة بقولها: "ستبيتين في صحارى بلاد العرب يا قوافل الددانيين، فاحملوا يا أهل تيماء الماء للعطشان، واستقبلوا الهاربين بالخبز، لأنهم قد فروا من السيف المسلول، والقوس المتوتر، ومن وطيس، المعركة. لأنه هذا ما قاله لي الرب: في غضون سنة مماثلة لسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار، وتكون بقية الرماة، الأبطال من أبناء قيدار، قلة. لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم" (سفر اشعياء ٢١، ١٣ـ١٧). وفي جبل سعير يقول يهوه (الرب) هاأنذا عليك يا جبل سعير، اجعل مدنك خربة، وتكون أنت مقفرا واستأصل منك الذاهب والآيب، وأملا جبالك من قتلاك" (سفرحزقيال) (٢).

وباختصار إن الضربات الحاقدة، التي قال أنبياء بني إسرائيل إن إلههم يهوه أنزلها، أو هو على وشك إنزالها بالأقوام والممالك التي عاش بنو إسرائيل في ظلها، أو احتكوا بها مثل ممالك مصر بابل أشور، صيدون، صور، دمشق .. وممالك الكنعانيين مثل أدوم بني عمون مؤاب حاصور .. ومدن الفلسطينيين مثل غزة اشقلون وعقرون هي كثيرة جداً، إلى درجة أن ضربات يهوه (الرب) شملت أمم الأرض بأسرها، كما يقول النبي أشعيا: "إن للرب يهوه سخطاً على كل الأمم، وحموا على كل جيشهم، قد حرمهم (دفعهم إلى الذبح) فقتلاهم تطرح، وجيفهم تصعد نتانتها، وتسيل الجبال بدمائهم"، والى حد أن قارئ التوراة يخلص إلى نتيجة مفادها، إن


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة ـ أحمد حجازي السقا ص٢٢٤
(٢) المسيح القادم .. مسيح يهودي سفاح - جورجي كنعان - ص١٤٣

<<  <  ج: ص:  >  >>