للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين أولاً قبل التفكير في إصلاح أحوال المسيحيين، ولهذا فان من كتبه المفضلة التي يقرأها يومياً في البيت الأبيض ـ طبقا لنيوزويك ـ كتاب للقسيس (أوزوالد شامبرز) الذي مات في مصر عام ١٩١٧م وهو يعظ الجنود البريطانيين والأستراليين هناك، بالزحف على القدس وانتزاعها من المسلمين. كما أن بوش كان ينفي دائماً في جلساته مسألة الوجود الديني للإسلام وكان يقر بأن المسيحية الحقه ستنتصر في النهاية.

وهذا التعصب الأعمى والحقد على الإسلام له جذور عميقة في عائلة بوش حيث أن الجد الأكبر لبوش الابن (١٧٩٦ـ١٨٥٩م) ألف كتاباً عن حياة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونشره في سنة ١٨٣١م ووصف فيه المسلمين أبشع الصفات، وشتم فيه محمداً صلى الله عليه وسلم. ولذلك يعد الكتاب من أشنع وأقذر ما كتب في الولايات المتحدة عن العرب والمسلمين، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم. والكتاب موجود في مكتبة الكونجرس، ويحظر على أي ما كان الاستعانة به إلا عدد قليل ومحدود من المسئولين الأمريكيين. كما أن لجورج بوش الجد عشرات الكتب في شرح العهد القديم، ويعتبر كتابه المسمى (وادي الرؤى) عمل إحياء لرميم إسرائيل، وهو يذاع في أبرز المحطات الصهيونية الأمريكية الداعية إلى ضرورة العمل من أجل تجميع يهود العالم في فلسطين، وتدمير وسحق إمبراطورية (السارزان)، وهذه التسمية كانت تطلق على العرب والمسلمين إبان الحروب الصليبية في العصور الوسطى، وكان يطلقها الرومان على بعض رعاياهم وعبيدهم تحقيراً لهم. يقول (بوش الجد) في كتابه: "ما لم يتم تدمير إمبراطورية السارزان ـ المسلمين ـ فلن يتمجد الرب بعودة اليهود إلى وطن آبائهم وأجدادهم"، وهذا القول مقتبس من كتاب حياة محمد لجورج بوش (الجد الأكبر) لبوش الابن، وهذا الكتاب هدى الكثيرين لفكر (جورج بوش الابن) وأبيه قبل ذلك (١).


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة ـ أحمد حجازي السقا ص٤٣

<<  <  ج: ص:  >  >>