للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعنوان (نحن كلنا أميركيون) في لوموند بتاريخ ١٢ سبتمبر ٢٠٠١م تضامناً مع الأميركيين عقب تفجيرات ١١ سبتمبر، وأثار هذا العمود ردود فعل في فرنسا، إذ رأى فيه البعض مبالغة وانسياقاً وراء الإدارة الأميركية (١)، التي أضفت، بتحريكها الشعور الديني، طابعاً من القدسية على ضحايا الاعتداءات، وعلى روايتها للأحداث على حد سواء، وغدا بعد ذلك كل طعن بصحة الرواية الرسمية، في العالم أجمع، بمثابة اختراق للقدسيات.

وهكذا عبر الجميع عن قبولهم الضمني بزعامة أصولي ملهم، يعلن عن عزمه على تولى قيادتهم في معركة هائلة ضد الشر، مما يعني أن جنون إنجيلي التلفزة، الصوفي السياسي أصبح معدياً! وإلا فلا يمكن تفسير هذا الاندفاع الورع، لا بالصدمة النفسية ولا بالاحترام الذي نكنه للأموات. فبالرغم من أن الولايات المتحدة كانت في الأصل تيواقراطية أسسها عدد من المطهريين الفارين من تعصب التاج البريطاني، إلا أن ذلك لا يعنى أن تصبح أمه متزمتة، يحل فيها انجيليو التلفزة محل الاستراتيجيين العسكريين. فلا وجود على كل حال، لأي سابقة تاريخية تلا فيها رئيس أمريكي إعلان الحرب من داخل كاتدرائية (٢)، مما يعني أن لحظة الصلاة تلك شكلت نقطة تحول تاريخي، حيث كتبت واشنطن بوست تقول: إن الولايات المتحدة دخلت الحرب حينما دوى النشيد الوطني في أجواء الكاتدرائية. تلك هي ملاحظة يمكن توسيعها، والقول بأن العالم قد دخل الحرب باشتراكه في الجنازة الأمريكية.


(١) الكل أميركيون؟ .. العالم بعد ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ـ جون ماري كولمباني- ط١ ٢٠٠٢ - الناشر فايار، باريس- عرض كامبردج بوك ريفيوز - الجزيرة نت
(٢) التضليل الشيطاني / تيرى ميسان ـ ص٧٠ـ٧١

<<  <  ج: ص:  >  >>