للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرافدين)، ولن يحول دون نشاط تلك الجماعة المسلحة في العراق حسب تعبير أحد جنرالات البنتاجون، الذي أكد أن ما يهم بلاده هو معرفة أين هو الزرقاوي وفي أي حالة، خصوصاً أن مكافأة ال ٢٥ مليون دولار، التي رصدتها بلاده للقبض على الزرقاوي لم تعجل في تحقيق هذه الغاية.

وبالتزامن مع حديث الزرقاوي المطلوب الأول حالياً في العراق، فاجأنا الرئيس الباكستاني الجنرال (برويز مشرف) بعد مرور ٢٤ يوماً على اعتقال المدعو أبو (الفرج الليبي)، الذي قيل إنه الرجل الثالث فيما يسمى بـ (القاعدة) ـ القيادة المركزية ـ إذا جاز الوصف لا يملك معلومات لها قيمة عن مكان قائده أسامة بن لادن، ومن ثم تراجعت واشنطن عن مكافأة العشرة ملايين دولار، التي سبق ورصدتها لمن يساعد على إلقاء القبض عليه. ويبدو أن واشنطن هي المستفيد من هذه الأشباح، التي جعلت البعض يقول ساخراً إن تنظيم القاعدة هو مجرد صناعة للدعاية الأمريكية، وأن مكان إقامة ابن لادن والزرقاوي .. ممن سمعنا وسنسمع بهم هو البنتاجون، لأن المستفيد الأول من استمرار بقائهما هي الإدارة الأمريكية الحالية، التي تحرص على اختراع عدو لاستخدامه فزاعة، وذريعة لحرب الهيمنة على العالم، خصوصاً المنطقة ومقدراتها، مهما اختلفت العناوين التي تطلقها على تلك الحرب، وأعتقد أن الملايين من أبناء المنطقة يتمنون وضع حد لهذه الأساطير اليوم قبل غدٍ وساعتها لا ندري ماذا ستقول أمريكا (١).

فيلم بريطاني: لا وجود دولياً لـ (القاعدة) .. الأمريكيين يصنعون أكاذيب الخطر الخارجي ويصدقونها

يؤكد الفيلم التسجيلي البريطاني (قوة الكابوس)، أن القاعدة لا توجد كشبكة منظمة ومنتشرة في العالم، وأن المتطرفين الإسلاميين في العالم والمتطرفين الأمريكيين ممثلين بالمحافظين الجدد يمثلان وجهين لعملة واحدة. ويجري الفيلم مسحاً شاملاً لنشوء الحركات الإسلامية ونموها وتطورها، في كل من مصر، والجزائر، ثم أفغانستان مدعماً بالوثائق، والتحليلات، وشهادات بعض رجال الاستخبارات، وتأكيدهم أن شبكة القاعدة غير موجودة كتنظيم دولي له امتداداته.


(١) ذرائع الإرهاب الأمريكي- غريب صابر- جريدة الخليج - عدد ٩٥٠٦ - بتاريخ ٢٩ - ٥ - ٢٠٠٥م

<<  <  ج: ص:  >  >>