للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالولادة الثانيه. ويذكر (فروم) في مذكراته التي نشرها أخيراً: "إن أول سؤال كان يواجهه في الصباح هو لماذا تغيبت عن الدرس الديني؟ ذلك أنه صباح كل يوم وقبل بدء العمل في البيت الأبيض، يتجمع كبار الموظفين والمستشارين مع الرئيس (بوش) للاستماع إلى موعظة دينيه يقدمها أحد القساوسة تعقبها صلاة ودعاء، ثم يتوجه الجميع إلى مكاتبهم" (١). وهكذا تبدو الرئاسة في الولايات المتحدة أشبه بقاعة للصلاة يقوم فيها المعنيون بين قراءتين جماعيتين للعهد القديم أو العهد الجديد بإدارة شؤون أميركا والعالم (٢).

ويبرر مساعدو بوش ومستشاروه عادة الصلاة اليومية بالقول: "ان الرئيس الأمريكي يرتاح حين يؤدي الصلاة لأنها تعطيه قوة داخلية وإيماناً عميقاً" (٣). وربما لهذا السبب سعى هؤلاء المستشارين لإجبار الجنود الأمريكيين في العراق للدعاء والصلاة للرئيس. فبالرغم من أن الجنود الأمريكيين الذين يشاركون في القتال ضد العراق هم الذين يواجهون الخطر في ارض المعركة، إلا أنه طلب منهم الدعاء من اجل رئيسهم (جورج بوش). حيث وزعت كتيبات علي آلاف من رجال مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) تحمل عنوان (واجب المسيحي)، وتحتوي علي أدعية كما تحتوي علي جزء يتم نزعه من الكتيب لإرساله بالبريد إلى البيت الأبيض، ليثبت أن الجندي الذي أرسله كان يدعو من أجل (بوش). وطبقاً لأحد الصحفيين المرافقين للقوات الغازية فان هذا الجزء يقول: "لقد صليت من أجلك ومن اجل عائلتك وموظفيك وجنودنا في هذه الأوقات التي تسودها حالة عدم اليقين والإضطراب. ليكن سلام الله دليلك". ويقدم الكتيب الذي وضعته جماعة تسمى (ان توتش منيستريز) صلوات يومية من اجل الرئيس الأمريكي. وتقول صلاة يوم الأحد: "ادع من أن يلجأ الرئيس ومستشاروه إلى الله وحكمته كل يوم ولا يعتمدون علي فهمهم الخاص". أما صلاة الاثنين فتقول: "ادع أن يكون الرئيس ومستشاروه أقوياء وشجعاناً لعمل الصواب بغض النظر عن النقاد" (٤).


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة - احمد حجازي السقا ص١٢٦
(٢) عالم بوش السري ـ اريك لوران ـ ترجمة سوزان قازان ص١٩
(٣) جريدة الخليج - ١١ـ٣ـ٢٠٠٣ عدد ٨٦٩٦
(٤) جريدة الخليج الأحد ٣٠/ ٣/٢٠٠٣م عدد ٨٧١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>