(كارتر) العلاقة بين الدين والحكومة في ظل إدارة بوش، فيقول: "أن من أعجب الخلطات بين الدين والحكومة، النفوذ القوي لبعض الأصوليين المسيحيين على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. إن كل شخص في أمريكا قد سمع بسلسلة روايات (المخلفين Left Behind) ، تأليف (تيم لاهاي) و (جيري جنكينز)، وهي اثنا عشر كتاباً سجلت رقم مبيعات لم يسبق له مثيل. ومنطقها قائم على اختيارات منتقاة بعناية من آيات الكتاب المقدس، ومعظمها من سفر الرؤيا، وهي تصف سيناريو يوم القيامة، أو نهاية العالم. فعندما يعود المسيح، سوف يرفع المؤمنون إلى السماء، حيث يرقبون مع (الرب) تعذيب معظم البشر الآخرين الذين خلفوهم وراءهم. وسوف يكون هذا الحدث فورياً وفي وقت لا يمكن التنبؤ به". ويتابع (كارتر) قائلاً: "إن هنالك ملايين من زملائي المعمدانيين الذين يؤمنون إيماناً تاماً بكل كلمة في هذا التصور، على أساس تمجيد الذات الذي تكنه القلة المختارة لنفسها، إلى جانب الإدانة والتخلي، خلال فترة (المحنة)، عن أفراد العائلة، والأصدقاء، والجيران الذين لم يقع عليهم الاختيار للخلاص".
ويتابع كارتر قائلاً: "إن حقن هذه المعتقدات في سياسات الحكومة الأمريكية مبعث للقلق. فهؤلاء المؤمنون مقتنعون بأنهم يتحملون مسؤولية تعجيل حدوث هذا (الاختطاف)، من أجل تحقيق النبوءة التوراتية. ويدعو جدول أعمالهم إلى شن حرب في الشرق الأوسط ضد الإسلام (العراق؟) واستيلاء اليهود على (الأرض المقدسة) كافة (احتلال الضفة الغربية؟)، مع الطرد التام للمسيحيين والأغيار الآخرين. ومن المفروض أن يتلو ذلك استيلاء الكفار (المناوئين للمسيح) على المنطقة، ثم انتصار المسيح نهائياً. وفي هذا الوقت من الاختطاف، إما أن يتحول جميع اليهود إلى المسيحية، وأما أن يحترقوا.
ويقول كارتر متابعاً: "بناء على هذا المنطق، أصبح بعض كبار الزعماء المسيحيين في طليعة المؤيدين لحرب العراق، وهم يقومون بزيارات متكررة إلى إسرائيل، لكي يدعموها بالتمويل، ويحشدوا التأييد في واشنطن لاستعمار الأرض الفلسطينية. وكان الضغط القوي من قبل اليمين الديني عاملاً رئيساً في قبول أمريكا الخانع بقيام إسرائيل، بعملية بناء هائلة للمستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وإقامة شبكة واسعة من الطرق في الضفة الغربية المحتلة. وقد أفاد