للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضد ألمانيا ويقلب منطق الأمور، ويزعم أن ألمانيا هي المعتدية ثم دفعه أصحاب الاحتكارات إلى قمة السلطة في انجلترا ليقوم بجرائمه الكبرى أثناء الحرب العالمية (١).

يقول (وليم جاى كار) في كتابه (أحجار على رقعة الشطرنج): لا احد يستطيع أن ينكر أن (هتلر) حاول مره بعد مره الوصول لحل عادل لمشكلة (دانزج)، لكن المرابيين العالميين لم يسمحوا له بذلك وذلك بإيهام تشمبرلين بإنذارات هتلر المزورة وتحريك جيوشه وكان هذا الخداع والكذب قد جعل تشمبرلين ينصح متردداً الحكومة بإعلان الحرب على ألمانيا. فعلى مدى ٦ شهور طلب هتلر من بولندا إعادة مدينة دانزج ومنطقة الممر التي تحتلها بولندا، ورفضت بولندا بإيحاء إنجليزي وقدم (هتلر) مبادرتي سلام، ولكن بولندا رفضت النقاش (٢) ... فكان أن بدأ (هتلر) حرب التحرير، فأعلنت انجلترا وفرنسا الحرب على ألمانيا. يقول تشرشل: "ها نحن نعود مرغمين إلى حمل السلاح دفاعاً عن دولة صغيرة، انتهكت حرمتها وتعرضت لعدوان لغير سبب يدعو لذلك، وهكذا أصبح علينا أن نحارب دفاعاً عن كياننا وشرفنا ضد غضبة الشعب الألماني وقوته" (٣). أليس هذا ما حدث عندما احتل العراق الكويت، حيث سارعت بريطانيا وأمريكا لنصرة الدولة الضعيفة الكويت، وأيضاً دفاعاً عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، ولا يهم إن أدى ذلك إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين، كما فعل تشرشل الذي كان هو أول من بدأ بضرب المدنيين .. وكان يقول لا ينبغي لنا أن نقف مكتوفي الأيدي بسبب مبادئ حمقاء.

ومن الجدير بالذكر هنا أن بريطانيا استخدمت الأسلحة الكيماوية في عام ١٩١٩م عندما تدخلت قواتها في شمال روسيا ضد الثورة البلشيفية، محققة نجاحاً باهراً، حسب القيادة البريطانية. حيث كان رئيس الوزراء البريطاني تشرشل وزيراً للحرب في عام ١٩١٩م، وكان متحمساً بشدة لاستخدام الغاز السام ضد القبائل الهمجية من الأكراد والأفغان. وفوض تشرشل سلاح الجو الملكي في الشرق الأوسط


(١) زعماء ودماء ـ ايمن ابو الروس ص ٧
(٢) اعتقد أن هذا الموقف يذكر بالمقدمات التي سبقت غزو الكويت.
(٣) زعماء ودماء ـ ايمن ابو الروس ص ٤٩

<<  <  ج: ص:  >  >>