للفنون، وسُرقت كل الأعمال الفنية، أعمال (فايق, وجواد) والفنانين الآخرين، والأعمال التي لم يستطيعوا سرقتها هشموها وحرقوها".
ويصف (د. هاشم يحيى الملاح) - أستاذ التاريخ في جامعة الموصل- ما حدث من نهب وسلب في الموصل, فيقول: "في الحقيقة, في الليل هجمت مجموعة على متحف الحضارة في الموصل، وكانت الآثار مخزنة في أماكن حصينة، فقام هؤلاء المخربون بتحطيم جدران هذه الغرف الحصينة، وقاموا بسرقة الآثار الموجودة فيها. أما جامعة الموصل, فقد دخلت مجموعة من المخربين جامعة الموصل, وسرقوا كل ما فيها من سيارات كخطوة أولى, ثم بدءوا بسرقة مباني الجامعة, فسرقوا المختبرات والمكتبات، ثم أخذوا يسرقون الأثاث، وقاموا بتشجيع الغوغاء على دخول الجامعة .. حيث لم يبقَ في الجامعة شيء .. الحقيقة هاجموا مكتبة الجامعة, وحطموا أجزاء كبيرة منها, وسرقوا منها الكتب, وكذلك دخلوا إلى مكتبات الكليات, وفعلوا مثل ذلك .. لقد أصبحت الجامعة خراباً" (١).
أما السيدة (نبيهة الأمين) مديرة المتحف الوطني العراقي فقد ذكرت: "أن عدد التحف الأثرية والتاريخية, التي سرقت أو دُمرت في المتحف الوطني العراقي, تصل إلى ١٧٠ ألف قطعة أثرية تغطي تاريخ خمسة آلاف عام من تاريخ العراق". وحول ما تشكله هذه الآثار والتحف، من قيمة إنسانية قال (د. طالب البغدادي) الخبير في الآثار والتحف: "نعم، والله أرجو من الله أن يساعدني في أن أقدر أتكلم, بعد أن سمعت ـ خصوصاً ـ الأخ نداء، وتحية له كيف صبر؟ وكيف تجرأ على أن يذكر هذه الحقائق المؤلمة والمبكية والمحزنة، حاولت أن أبتعد عن العواطف، .. حينما ذكرت السيدة (نبيهة الأمين) - مديرة المتحف الوطني العراقي- أن عدد التحف الأثرية والتاريخية التي سرقت أو دُمرت في المتحف الوطني العراقي تصل إلى ١٧٠ ألف قطعة أثرية, تغطي تاريخ خمسة آلاف عام من تاريخ العراق، العدد لا يهمني، بقدر ما يهمني ما تحتويه هذه المؤسسات، وما يحتويه المتحف العراقي ... كل المحتويات فيها نفيسة، ولكن أنفس المحتويات في قناعتي أنك تجد في هذا المتحف كيف استطاع الإنسان
(١) ما وراء الأحداث / تدمير حضارة العراق/- تقديم احمد منصور- قناة الجزيرة ١٤ـ٤ـ٢٠٠٣