للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التراث العالمي الصادرة في باريس عام ١٩٧٢م بشأن حماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاعات المسلحة. ولكن خبراء الآثار أصيبوا بالقلق حينما وجدوا أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تصدقا على معاهدة لاهاي لعام ١٩٥٣م, التي تلزم الأطراف الموقعة عدم مهاجمة المناطق الحضارية أثناء الحروب إلا إذا كان هناك وجود لمنشآت عسكرية. ولهذا طالبت اللجنة في بيان أصدرته قبل الحرب الولايات المتحدة وبريطانيا بالإمتناع عن قصف الأهداف العراقية المدنية, خاصة المنشآت والمواقع والمتاحف الأثرية والتاريخية, حيث نبه البيان إلى أن استخدام القنابل ذات القدرات التدميرية الهائلة, التي تخترق باطن الأرض, من شأنه تدمير الآثار المدفونة تحت سطح الأرض التي لم تكتشف بعد. وأشار البيان إلى المخاطر التي تهدد متحف بغداد الأثري الذي يضم حوالي ١٠٠ ألف قطعة أثرية من كنوز الحضارات العراقية المتعاقبة منذ ما قبل التاريخ, وحتى الألف الأول الميلادي. وأهابت اللجنة بالمنظمات الدولية كالأمم المتحدة واليونسكو والمنظمات غير الحكومية للتدخل الفوري, لوقف عمليات القصف واتخاذ الخطوات (١).

كما بعث مدير عام اليونسكو إلى السيد (كوفي عنان) رسالة في شهر نوفمبر ٢٠٠٢ م أبلغه بأهمية التراث الثقافي العراقي, وضرورة المحافظة عليه، وعندما بات وقوع الحرب وشيكاً بعتت اليونيسكو رسالة إلى السلطات الأميركية بينت فيها خارطة المواقع الأثرية والتاريخية, وقائمة المتاحف العراقية المعروفة لدى المنظمة الدولية للمتاحف. حيث رد على الرسالة الميجور (فارولا) من الجيش الأميركي وقال: "إن السلطات الأميركية ستأخذ الإجراءات اللازمة، ولكن في أرض الواقع (٢). وطبعاً أخذت الإجراءات اللازمة، كما رأى الناس كلهم على شاشات التلفزة الجنود الأميركيين يقفون, والناس تنهب وتسرق كل شيء، حيث علق وزير الدفاع الأميركي (رامسفيلد) على ذلك بقوله: "إن ما حدث في العراق يتحمل مسؤوليته النظام الديكتاتوري التسلطي الذي كان قائماً هناك". أما (بول وولفويتس) نائب وزير الدفاع الأميركي


(١) موقع الإسلام أون لاين.
(٢) قناة الجزيرة ١٤ـ٤ـ٢٠٠٣ ـ ما وراء الأحداث / تدمير حضارة العراق/- تقديم احمد منصور

<<  <  ج: ص:  >  >>