للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرب لا بد أن تجتاح العالم الإسلامي بأسره. بالأمس كانت أفغانستان واليوم العراق، وقبل ذلك فلسطين (١)، وغذاً ايران وسوريا وبعدها السودان والسعودية ومصر ... الخ.

فهل سترضى دول العالم بهذا الأمر؟ وهل سيرضى المثقفون والمفكرون ومؤيدو حقوق الإنسان بهذا الواقع الجديد الذي يراد فرضه على الجميع ـ رغم أنوفهم ـ؟ وهل ستبقى الشعوب العربية والإسلامية خامدة مستكينة لتقودها زعاماتها إلى مصيرها المظلم؟. بالتأكيد لا .. فانهيار الطغيان الأمريكى لم يعد مجرد أضغاث أحلام بل له شواهد يراها العقلاء وأصحاب البصائر بجلاء ... فالتخبط والتناقض وانكشاف الأكاذيب الملفقة وفقدان المصداقية هى أدلة واضحة على ذلك الانهيار فضلاً عن المبالغة في القتل و الابادة الوحشية وانفلات الأعصاب وسوء السمعة.

لقد بلغ اجرام الصليبيين الجدد مداه ولم تعد هناك حجج جديدة تبرره بل لقد فاضت سجلات جرائمهم وفاحت رائحتها الكريهة في كل أرجاء المعمورة ... وبدأت أصابع الاتهام توجه لأساطين الاجرام و شاهد العالم على شاشات التلفاز صحافية شابة وهى تصرخ في وجه رامسفيلد وتصفه بمجرم الحرب وتلك حادثة لها دلالات واضحة! .. لقد سقط عامل الرعب والصدمة والترويع وبدأ الناس يتجرأون على التعبير عما رأته عيونهم ووعته اذانهم من سفك للدماء وابادة للمدنيين الأبرياء وتعذيب للمعتقلين واهدار لكرامتهم الانسانية ولم يعد أحد يهتم بالتقارير الأمريكية عن انتهاك حقوق الانسان بعد أن رأوه واضحاً للعيان!!!

لقد فقد الصليبيون الجدد الحجة في ميادين المنطق والبيان كما فقدوا المبادرة في ساحات القتال وأصبح استمرارهم في الاحتلال يمثل نزيفاً مستمرا لقواتهم وميزانياتهم كما أن اعلان الانسحاب سيكون بداية الحساب على اجرامهم ووتعرية فضائحهم بالقاء المسئولية على بعضهم البعض ولن تنفعهم معذرتهم كما لم تنفع كولن باول ... وما كان اجرامهم ليتكشف للعالم لولا المقاومة العنيدة


(١) عودة المسيح المنتظر لحرب العراق بين النبوءة والسياسة - أحمد حجازي السقا ص١٢٤ - دار الكتاب العربي، دمشق، القاهرة - ط٢ ٢٠٠٣

<<  <  ج: ص:  >  >>