للفوقية البيضاء أو العنصرية قد تمثل في الاحتلال الأوروبي الأمريكي للأراضي الأمريكية بإبادة سكانها الأصليين، ثم جاء عهد (العبودية السوداء)، ثم عهد (العمالة المستعبدة). وباختصار فإن الفوقية البيضاء والقوة الاقتصادية، ولدتا جنباً لجنب. فالولايات المتحدة الأمريكية هي أول أمة في العالم تولد عنصرية، وأول أمة ـ أيضاً ـ تولد رأسمالية، وهذه ليست مصادفة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يظهر التاريخ أن الرأسمالية والعنصرية يسيران جنباً لجنب.
فمنذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، عززت الحملات الاستعمارية الأوربية الشعور بـ (فوقية الرجل الأبيض) وظهر في الولايات المتحدة مبدأ (القدر الواضح)، الذي يقول إن "الولايات المتحدة قدر لها الله أن تأخذ أراضي الغير وتسيطر على شعوبهم". واستخدم هذا المصطلح للمرة الأولى عام ١٨٤٥م في إحدى المجلات الأمريكية التي ذكرت "لقد منحنا الله حق التوسع وامتلاك القارة بأكملها من أجل تحقيق التجربة العظمى من أجل الحرية وتطبيق الحكم الفيدرالي". ويمثل مبدأ (القدر الواضح) سياسة عنصرية واضحة انتهجتها الولايات المتحدة منذ زمن بعيد، حيث سهلت عليها التوسع الجغرافي والتطور الاقتصادي على مبدأ أحقيتها في ذلك بسبب تفوقها العنصري الأبيض، وكانت نظرتها للشعوب الأخرى وراء نجاحها في الوصول إلى ما تريد. فقد نادى البيض منذ زمن بضرورة إخراج السود من أمريكا لتجنب التلوث، الذي تسببه تلك الشعوب السوداء. وكان قبل ذلك السكان الأصليين قد عانوا من معتقدات الفوقية البيضاء، التي لم تكتف باعتبارهم قذرين، وهمجيين، ولكنها اعتبرتهم دونيين في معتقداتهم وقيمهم. وتؤكد (اليزابيت) إن عنصرية (الفوقية البيضاء) وما تمثله من عنجهية مازالت تسيطر علي المجتمع الأمريكي، ومازالت تحتفظ بعدوانيتها العنصرية، وما يحدث للمسلمين الآن خير مثال على ذلك.
ولكن هل توقف الأمر في الولايات المتحدة عند العوامل التي تحدثت عنها (اليزابيت) من عنصرية وفوقية بيضاء، ورغبة جامحة منذ البداية بإقامة مجتمع رأسمالي يمثل شركة كبيرة همها الأوحد الربح والخسارة دون اعتبار لأي قيم؟ شركة تقوم فقط على الانقضاض علي موارد الشعوب أينما وجدت علي اعتبار أن هذه