للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٥٧م تدخلت القوات الأمريكية في نيكاراجوا لإفشال محاولات (وليم روكز) وهو مغامر من تنيسي، حاول تولي السلطة في نيكاراجوا. ثم قامت القوات الأمريكية بغزو كولومبيا عام ١٨٧٣م بعدة انزالات عسكريه تتابعت في الأعوام ١٨٨٥م و ١٨٩٣م و ١٨٩٩م. وفي عام ١٨٨٨م تدخلت القوات الأمريكية في هايتي، وفي عام ١٨٩١م في تشيلي وفي عام ١٨٩٤م تدخلت القوات الأمريكية مرة أخرى في نيكاراجوا (١).

وهكذا فإنه في حين أن أمريكا ارض الميعاد تمسكت بان محاولة تغيير العالم كانت غبية (وغير أخلاقية)، فإن أمريكا الدولة الصليبية تمسكت بأن الأحجام عن محاولة تغيير العالم كان غير أخلاقي وغبيا" (٢). ولهذا ازدادت حدة التدخلات الأمريكية في شؤون القارة الأمريكية، وانطلق الإرهاب الأمريكي تجاه العالم الخارجي انطلاقاً سريعاً، وكان استخدام القوة العسكرية استخداماً عدوانياً ولا يزال هو الوسيلة الرئيسية التي تعتمدها الولايات المتحدة في توسعها الاستعماري، أو ما سمته زيادة مساحة الحرية، حيث كانت هذه المساحة موشكة على تحقيق قفزة ملموسة مع حلول نهاية القرن التاسع عشر. ومع تحقيق قدرها المكتوب تحولت روح أمريكا التوسعية نحو الشواطئ الأجنبية، حيث لم تكن الولايات المتحدة في حقيقة الأمر، غريبة في الخارج، إذ كانت قد خاضت حروباً فيما وراء البحار في أكثر من مئة مناسبة (٣).

واعتباراً من ١٨٩٨م شنت الولايات المتحدة حرباً استعمارية لإعادة تقسيم العالم (٤) وبدأ منذ ذلك الحين النوع الأول من الأخلاق في إفساح الطريق للنوع الثاني، فعندئذ قدس أنبياء الدولة الصليبية عهداً جديداً للسياسة الخارجية، وقام الامبرياليون التقدميون بدور يوحنا المعمدان الذي بشر بالمسيح ومملكة الرب، ولعب


(١) قرآن وسيف (من الأفغان .. إلى بن لادن) (من ملفات الإسلام السياسي) - رفعت سيد أحمد ـ ص١٨٤ - مكتبة مدبولي.
(٢) ارض الميعاد والدولة الصليبيةـ والتر ا. مكدوجال - ترجمة: رضا هلال ـ ص٢٨٨
(٣) لدولة المارقة - الدفع الأحادي في السياسة الخارجية الأمريكية - كلايد برستوفتز - تعريب فاضل جتكر - ص٤٥
(٤) أعمدة الاستعمار الأمريكي / مصرع الديمقراطية في العالم الجديد - فيكتور بيرلو و البرت ا. كان - تعريب منير البعلبكى ص١٤ - الطبعة رقم: ١، الناشر: دار العلم للملايين.

<<  <  ج: ص:  >  >>