العسكريين مصرعهم خلال الغارة، وكانت تلك الجريمة انتهاكاً صريحاً لمعاهدات جنيف، ولكن الذين ارتكبوها هم البريطانيون, وهم ليسوا بإرهابيين!. وهناك أيضاً القصف العشوائي في فيتنام، واستخدام المواد الكيماوية المحظورة، وهذا عمل وحشي وانتهاك فاضح لمعاهدات جنيف، ولكن، ومن جديد فالأمريكيون ليسوا بإرهابيين! وهناك قصف بلجراد وتدمير الجسور والإنشاءات المدنية، وكلها أعمال تعارضت مع معاهدات جنيف، ولكن دول حلف شمال الأطلنطي (ناتو) ليست إرهابية!!
ولا ننسى قصف العراق، والتدمير التام لمحطات المياه والكهرباء, وموت أكثر من مليون ومائتي ألف طفل عراقي, وآلاف من العراقيين قضوا نحبهم نتيجة للحصار الاقتصادي, الذي فرضه الأمريكان على بلادهم .. الخ (العدد الإجمالي أكثر من الذين قتلوا في هيروشيما ونكازاكي) .. ثم القتل الذي يمارسه اليهود ضد الفلسطينيين, الذي تستخدم فيها السكينة الأمريكية من سلاح ومال .. والدعم السياسي والاقتصادي والعسكري واستخدام الفيتو خصوصاً ضد الإسلام والمسلمين, وهي جرائم تتنافى ومعاهدات جنيف، ولكن إسرائيل والتحالف المناوئ للعراق لم يكن إرهابياً!! وأخيراً وليس آخراً .. غزو أفغانستان ذلك البلد الفقير، واحتلالها وقتل الآلاف من شعبها باستخدام أبشع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً التي لا تقتل البشر والناس فقط، بل تدمر كافة مناحي الحياة في البقعة المنكوبة (١).
هذه بعض الجرائم الأمريكية بحق البشرية, والتي تكشف إلى أي حد وصلت بربرية وهمجية هذه الدولة المارقة والتي تدعى الفضيلة والحرص على حقوق الإنسان وتطبيق القانون الدولي ... إنها فضيحة في القانون الدولي المعاصر، إنه في حين يعتبر (التدمير المتعمد للبلدان والمدن والقرى) جريمة حرب قديمة العهد، فان قصف المدن بالقنابل والطائرات لا يمضى فقط دون عقاب، بل ودون توجيه اتهام أيضاً. إن القصف بالقنابل من الجو هو إرهاب دولة، إرهاب الأغنياء. لقد أحرق وفرق أشلاء أبرياء في العقود الماضية أكثر مما فعله الإرهابيون المناوئون للدولة على مر
(١) بلا حدود ـ أحمد منصورـ ضيف الحلقة - د. عاصف دراكوفيتش: مدير المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم - واشنطن ـ ٢١ـ٥ـ٢٠٠٣م