تعتبر مشكلة الزنوج أكثر المشكلات حدة في المجتمع الأمريكي الذي يتفشى فيه داء العنصرية العضال، وباتت حالة الزنوج الاميركيين مغالطة كبرى يعتبر القضاء عليها ضرورة تاريخية، اقتصادية، سياسية واخلاقية ملحة. وعليه، فإن العنصرية هي المفهوم الأكثر ثباتاً وقدرة على الاستمرار من بين جميع المفاهيم الايديولوجية للامبريالية، والاعظم تغلغلاً في شتى مجالات الحياة في الولايات المتحدة الأميركية.
ويعتبر الإرهاب الجماعي من أهم الوسائل لبلوغ هذه الغاية حيث يمكن أن تتبدل اشكاله تبعاً للموقف السياسي في البلاد، وتبعاً لتناسب القوى الطبقية والسياسية. ولابد لممارسة هذا الإرهاب من منظمة متخفية لا يلقي نشاطها ظلاً على المؤسسات الحكومية والسياسية الرئيسية في البلاد، كما لا تسيء إلى الأسس الاقتصادية ـ الاجتماعية للديمقراطية البورجوازية. ولعل كو ـ كلوكس ـ كلان أو (ك ك ك) هي المنظمة التي توافرت فيها هذه الشروط خلال ما يزيد على مائة عام من وجودها، وربما كانت فاعليتها كسلاح للارهاب الموجه ضد الزنوج هو السبب في أن هذه المنظمة المشؤومة قد تجاوزت الحقبة التي ظهرت فيها، واستمرت في البقاء حتى ايامنا الحاضرة؛ على أمل أن تتحول إلى نموذج لنمط الحياة الأمريكي. ولهذا تلعب كو ـ كلوكس ـ كلان الدور الأكثر نشاطاً وتأثيراً بين جماعات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية
التأسيس:
و"كو ـ كلوكس ـ كلان هي المنظمة البروتستانتية المسيحية البيضاء والأمريكية الخالصة الوحيدة التي يرفع أعضاؤها شعاراً مفاده: " الكلانيون ـ انقى واكمل الناس على الأرض وقسمها هو منع تحقيق المساواة لذوي البشرة السوداء". وأول ظهور أو تشكل للكلان كان في عام ١٨٦٦. حيث تأسست من قبل المحاربين القدامي في الجيش الكونفدرالي و كانت مهمة هذه المنظمة مقاومة إعاد التأسيس و معارضة تحرير العبيد التي حدثت عقب الحرب الأهلية الأمريكية. وسرعان ما طورت هذه المنظمة أساليب عمل عنيفة. عندئذ كانت ممارسات الكلان عذرا لحلفاء الجنوبيين لمتابعة القوات الفيدرالية فعالياتها في الجنوب. انحسرت منظمة الكلان