للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلف هذه المبادئ اعتقاد جازم، بأن نهاية الكون قد أزفت، وان هذه النهاية سيسبقها تجمع اليهود في الأرض المقدسة، وأن معركة كبرى ستقع في موضع بهذه الأرض يسمى (هرمجيدون) بين قوى الخير وقوى الشر، سينتصر فيها المسيحيون الأتقياء وتتم إبادة الكفار الأشرار، ثم ينزل المسيح ليحكم العالم من القدس عصراً ذهبياً، قوامه العدل والسلام يستمر ألف عام. وهناك ما يشبه الإجماع بين كثرة من علماء النفس الاجتماعي والسياسي، أن الأصولية الدينية وامتداداتها في السياسة الأمريكية متمثلة في اليمين المتطرف ترجع في جذورها العميقة إلي أسلوب التنشئة القائم على العقوبات البدنية القاسية، والى العنف وسوء المعاملة التي يتلقاها الأطفال في سنوات العمر الأولى في حياتهم. في هذا المجال يلعب الآباء غير الأسوياء أخطر دور في تشكيل شخصية هؤلاء الأطفال، ولكن التوجيه الديني الأصولي يوفر خلفية ثقافية تستند إليها قيم التنشئة، ونماذج السلوك السائد في تنشئة الأطفال. فالأصوليين البروتستانت عموماً يعتقدون أن ضرب الأطفال ضرورة لازمة لإنقاذ أرواحهم من عذاب جهنم (١).

ومما يؤكد الجذور الدينية لهذه المليشيات، هو أن كثيراً من قادتها هم من رجال الدين المتعصبين، مثل القس (نورمان أولسون)، الذي يترأس أحد جيوش مليشيا ولاية ميتشيجان، كما أننا إذا استعرضتا أسماء هذه المنظمات لطالعنا: (مؤيدو الإنجيل)، (جيش المسيح في إسرائيل)، (كنيسة إسرائيل)، (جمعية عيسى المسيح)، (جمعية الخالق)، (عصبة الدفاع المسيحي)، (زمالة مسيحيي المستقبل) .. الخ. وهذه الأبعاد الدينية في منتهى الخطورة على من يحمل هذه الأفكار المريضة، لأنها تدفعه إلى عمل أي شيء، ظنًا منه أنه على صواب، وأنه ذاهب إلى الخلد. وأهم الميليشيات التي تعتمد على العنصر الديني ميليشيا فرجينيا، التي ينتمي أغلب أعضائها إلى منظمات مسيحية متطرفة، وبعض الوجوه المشهورة دينيًا أعضاء أساسيين في هذه الميليشيا.


(١) جماعة أصولية تسيطر على السياسة الأمريكية / محمد يوسف عدس جريدة الخليج - ١٠ـ٣ـ٢٠٠٣م ـ عدد ٨٦٩٥

<<  <  ج: ص:  >  >>