للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أصول عرقية أخرى (١). ومثل هذه النتيجة حتمية في مجتمع يفتقد إلى أدنى موازين العدالة, ولا يعترف بالفقراء والمنبوذين, بل إنّ الحياة للأقوى كما قال نيتشه ذات يوم. وقد تتلاقى صيحات المستضعفين في أمريكا وأوروبا والعالم الثالث أيضاً، وهو مؤشّر على الفصام النكد بين القيادة السياسية في أمريكا والمدعومة من قبل رجال الأعمال وبين الطبقات المسحوقة.

وإذا غالطت أمريكا الرأي العام لديها بتوجيه أنظارهم إلى الساحة السياسية الدولية، فسوف يأتي اليوم الذي يلتفت فيه المسحوقون في أمريكا إلى واقعهم ويحتجون عليه بقوة (٢).

الكسر المالي: تحولت الولايات المتحدة الأمريكيه من اكبر دولة دائنه في العالم إلى اكبر دولة مدينه في العالم: ومعدل الاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكيه يعد الأقل بين الدول الصناعية الكبرى. إن أهم ما يعاني منه الاقتصاد الأمريكي في الوقت الحاضر هو الديون الكثيرة التي فاقت كل تصورات السياسيين والاقتصاديين؛ ففي: سنة ١٩٤٠ كان مجموع ديون الولايات المتحدة ٤٣ مليار دولار. وفي سنة ١٩٥٠ وبسبب الانفاق الهائل على الحرب العالمية الثانية أصبح ٢٥٦ مليار دولار وسنة ١٩٨٠ بلغ مجموع الديون (حرب كوريا/فيتنام) ٩٠٨ مليار دولار، وفي سنة ١٩٨٨وصلت وأثناء رئاسة ريجان (بسبب بناء الترسانة العسكرية) ٢,٦ ألف مليار دولار، وسنة ١٩٩٢م قاربت ديون الولايات المتحدة ٤٠٠٠ مليار دولار. وهكذا ما بين (١٩٨٠ - ١٩٩٢) ازدادت نسبة ديون الولايات المتحدة إلى أكثر من ٦٥% وهو ما يجعل الشعب الأمريكي يتساءل عن الطرق التي أنفقت فيها الحكومة هذه المبالغ الطائلة، ويطرح من القضايا أمام الرأي العام حول الفساد السياسي والاقتصاد. و إذا استمرت هذه الزيادة بمعدلاتها الحالية فان ديون الولايات المتحدة ستصل إلى ما مجموعه١٠,٢ ألف مليار دولار قبل حلول ٢٠٢٠م (٣).


(١) مؤسسة الحوار الانساني http://www.dialogue-yemen.org/ar/modules.php?name=Sections&op
(٢) الغارة الأمريكيّة الكبرى على العالم الإسلامي.- يحي أبوزكريا - http://www.alkader.net/juni/abuzakrya_gara_٠٧٠٦٢٢.htm
(٣) مؤسسة الحوار الانساني http://www.dialogue-yemen.org/ar/modules.php?name=Sections&op=viewarticle&artid=٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>