للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو ان تعيش خارج مصر" .. هذا غزل رائع في الأوطان يذكرنا بغزل عمر بن ابي ربيعة في النساء. وفي فلسطين ومنذ سلّم القس المبجل صفرونيوس مفاتيح القدس للخليفة عمر بن الخطاب قبل ١٤٠٠ سنة والبرتقال اليافاوي يفوح عطراً ويتعتق الزيتون الروماني عاماً وراء عام. بعض البرتقال الفلسطيني والزيتون له اسماء مثل المطران هيلاريون كبوجي ويوسف بيدس وادوارد سعيد وعطاالله حنا وجورج حبش ووديع حداد وعزمي بشارة والمؤرخ هنري كتن وحنان عشراوي واميل حبيبي وسلفادور عرنيطة والاخوة صايغ (فايز ويوسف وأنيس).

وفي لبنان هناك مقبرة في بيروت اسمها مقبرة الشهداء يدفن فيها الفلسطيني المسلم والمسيحي من دون النظر إلى جوازي سفرهما .. ففيها دفن الشهداء الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان وابو يوسف النجار، فقد كانوا متساوين فوق الأرض ومتساوين تحتها. وفي لبنان يحلو للبعض ان يعتبر - تحبباً - ان المسيحي اللبناني (غير شِكل) .. الحقيقة انه شكل مثل غيره. وينهمر العطاء بدءاً من رهبان الأديرة الذين حفظوا اللغة العربية والتراث وأثروها نسخاً وترجمة وابداعاً وصولاً إلى جيش المبدعين من انطون سعادة وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأبو محمد (مارون عبود) وجورجي زيدان وبشارة الخوري (الأخطل الصغير) وفيليب حتي وصولاً إلى بول غيراغوسيان ومرسيل خليفة وخليل حاوي والشاعر القروي وأمين الريحاني وبشارة واكيم والرحابنة وايليا أبوماضي وهرم لبنان الثالث: فيروز وآل معلوف والحبل على الجرار (١).

إن هذه الإشارة وهذا التوضيح كان ضرورياً لبيان العلاقة الاخوية والمصيرية بين المسلمين والمسيحيين العرب وحتى لا يعتقد البعض أننا نهدف إلى تصعيد الصراع بين المسيحية والإسلام، في وقت حقق الحوار بين الإسلام وممثلي الكنائس المسيحية الارثودكسية والكاثوليكية تفاهم واتفاق حول كثير من الأمور، والذي نتمنى أن يستمر للوصول إلى تعايش وتعاون مثمر بين اتباع الديانتين، بعيداً عن محاولات التهويد المنظم التي تخضع لها الفرق المسيحية البروتستانتية. كما أن هذا التوضيح كان ضروريا حتى لا يوضع المسيحيون العرب موضع الاتهام عن جهل أو


(١) المسيحيون ملحُ العروبة- محمد خالد - جريدة الخليج- ٢٩ - ١١ - ٢٠٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>