ولذلك ليس للعالم أن يتوقع من أمريكا إلا سياسات الأذى والعدوان، والإثم ونهب الثروات والاعتداء على الحرمات بعد أن تترجم إرادتها المحركة لاقتراف ذلك إلى (قوانين) دوليه (وشعارات) معولمه تتمثل فيما تدعي انه: (قرارات مجلس الأمن)(الشرعية الدولية) وأمثال ذلك. لذلك من العبث أن يضيع العرب والمسلمون أوقاتهم في الحج إلى واشنطن، والطواف بالبيت الأبيض والتلبية في الكونجرس ومناشدة الشعب الأمريكي، ومن الأفضل لهم أن يركزوا جهودهم فيما نراه على أربعة محاور:
١ - بناء الجبهة الداخلية بناءاً لا تقل متطلباته عن التضحية بدول التجزئة من اجل دولة الوحدة، وبالسلطة الفردية المطلقة من اجل سيادة الأمة الواحدة، وبالسياسات الظالمة من اجل العدل، وبالدنيا من اجل الاخره وباختصار الاعتماد على الله والنفس وبناء القوة الذاتية وتفجير القوى الكامنة.
٢ - القيام بحملة دعويه اسلاميه - عربيه عالميه في أمريكا وغيرها من محاور الطغيان، حملة غايتها إعادة هذا المغولي الجديد إلى إنسانيته وتوجيه قوته المفرطة لإنقاذ نفسه وإنقاذ الانسانيه من عواقب (دارونيته الاجتماعيه المدمره).
٣ - ولتكون الحملة الدعويه المنشودة فاعله ومفيدة، يجب إنشاء مركز بحوث ودراسات تختص بدراسة أسس التفكير الاستراتيجي الأمريكي ومساراته المستقبلية بقصد التعرف على أساليبه والخروج به من سجن الشهوات إلى حرية النظر ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والاخره ومن عبادة البترول والدولار إلى عبادة الله وحده مع مراعاة أمرين مهمين:
أ - الصبر والأيمان بالنصر والتحوط من الاصابه بمرض هذا المغولي الجديد.
ب - الحذر من النموذج الإسلامي الذي تريده لنا الولايات المتحدة، وتضغط على الدول العربية والإسلاميه لتلقينه إلى الأجيال القادمة، كما فعل الإمبراطور قسطنطين الرابع عندما اجبر المجامع المسيحية الأولى على إخراج مسيحية رومانية.
٤ - انه مهما قيل عن جبروت الولايات المتحدة وقوتها ودقة تنظيماتها وامتداد اذرع مخابراتها، فيجب إلا يغيب عن بالنا أن أمماً سابقه بلغت اكثر مما بلغته الولايات