للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يأتَمُّون بأبي بكر. قال ابن عباس: وأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من القراءة من حيث كان بلغ أبو بكر (١).

ويستدل منها على النسخ: بأن حديث أنس، وجابر-رضي الله عنهما-يدلان على أن المأمومين يصلون قعوداً إذا كان الإمام يصلي جالساً، وحديث عائشة وابن عباس -رضي الله عنهم-فيهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى قاعداً، وصلى أبو بكر -رضي الله عنه- والصحابة-رضي الله عنهم-خلفه قياماً، وهذا كان في مرض موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدل ذلك على نسخ صلاة المأمومين قعوداً إذا كان الإمام يصلى قاعداً لعذر؛ لأن صلاة الصحابة-رضي الله عنهم- خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قعوداً لما صلى قاعداً وأمره لهم بالقعود إذا صلى الإمام قعوداً كان قبل ذلك؛ وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢).

واعترض عليه: بأن الإمام في تلك الصلاة كان أبو بكر -رضي الله عنه- وهو كان يصلي قائماً فصلى الناس خلفه قياماً، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان فيها مأموماً، يدل على ذلك:


(١) أخرجه ابن ماجة في سننه ص ٢٢٠، كتاب إقامة الصلوات، باب ما جاء في صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مرضه، ح (١٢٣٥)، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٤٠٥، وابن عبد البر في التمهيد ٤/ ٢٨٤، ونحوه البيهقي في السنن الكبرى ٣/ ١١٥. وصححه ابن عبد البر، وحسنه ابن حجر والشيخ الألباني. انظر: التمهيد ٤/ ٢٨٤؛ فتح الباري ٢/ ٢١٧؛ صحيح سنن ابن ماجة ص ٢١٩.
(٢) انظر: الأم ١/ ٣٠٣؛ الرسالة للشافعي ص ٢٥٤؛ شرح معاني الآثار ١/ ٤٠٥؛ التمهيد ٤/ ٢٧١؛ الاستذكار ٢/ ١٦٩؛ الاعتبار ص ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>