للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الثالث السجدة في سورة النجم، والانشقاق، والعلق]

ذهب بعض أهل العلم (١) إلى نسخ السجدة في سورة النجم، والانشقاق، والعلق. وذهب بعضهم إلى نسخ السجود في سورة النجم وحدها (٢).

وقد ظهر منه أن القول به أحد أسباب اختلاف الفقهاء في المسألة، كما أن اختلاف الآثار الواردة فيها، وكذلك عمل أهل المدينة-عند من يحتج به-سبب آخر لاختلافهم فيها (٣).

ويستدل لمن قال بنسخ السجود في هذه السور بما يلي:

أولاً: عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- النجم بمكة فسجد فيها،


(١) نسب النووي القول بنسخ السجود في هذه السور إلى الإمام مالك. وقال ابن شاهين- بعد ذكر حديث ابن مسعود، ثم حديث ابن عباس-: (وهذا الحديث يوجب نسخ الأول؛ لأن حديث ابن مسعود كان بمكة، … فإن صح حديث مطر فسجدة النجم، وإذا السماء انشقت، واقرأ منسوخ الحكم). انظر: ناسخ الحديث لابن شاهين ص ٣١٦؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٢/ ٢٣١.
(٢) قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ٢٣/ ١٥٩: (وقد قيل: إن السجود في (النجم) وحدها منسوخ، بخلاف (اقرأ) و (الانشقاق)، إلى أن قال: (بل حديث زيد صريح في أنه لم يسجد فيها، قال هؤلاء: فيكون النسخ فيها خاصة، لا في غيرها) ثم قال: (فهذا القول أقرب من غيره، والله أعلم).
(٣) انظر: الموطأ ١/ ١٨٢؛ ناسخ الحديث لابن شاهين ص ٣١٣ - ٣١٦؛ بداية المجتهد ١/ ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>