للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: خطبة الجمعة بعد الصلاة]

ذهب بعض أهل العلم (١)، ومنهم الحازمي (٢)، وأبو إسحاق الجعبري (٣)، إلى أن خطبة الجمعة كانت بعد الصلاة، ثم نُسخ ذلك وجعلت قبل الصلاة.

واستدلوا على ذلك بما يلي:

عن مقاتل بن حيان (٤) قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين، حتى كان يوم جمعة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب، وقد صلى الجمعة، فدخل رجل فقال: إن دحية بن خليفة (٥) قدم بتجارة، وكان


(١) قال الطحطاوي الحنفي في حاشيته على مراقي الفلاح ص ٣٣٠: (وقد كانت الخطبة في صدر الإسلام بعد الصلاة، كخطبة العيد، ثم نسخ وجعلت قبلها). وانظر كذلك: حاشية الشيرواني على تحفة المحتاج ٢/ ٤٤٤.
(٢) انظر: الاعتبار ص ٣٠٥.
(٣) انظر: رسوخ الأحبار في منسوخ الأخبار ص ٣٠٢.
(٤) هو: مقاتل بن حَيّان، النبطي، أبو بسطام البلخي الخراساني، الخزاز، أحد الأعلام، روى عن مجاهد، والشعبي، وغيرهما، وروى عنه ابن المبارك، وإبراهيم بن أدهم، وغيرهما. ووثقه ابن معين وأبو داود، وقال ابن حجر: صدوق فاضل. وتوفي قبيل الخمسين ومائة. انظر: ميزان الاعتدال ٤/ ١٧١؛ تهذيب التهذيب ١٠/ ٢٥٠؛ التقريب ٢/ ٢١٠.
(٥) هو: دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة، الكلبي، أول مشاهده الخندق، وقيل: أحد، وكان جبريل عليه السلام ينزل على صورته، وكان رسول النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قيصر، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه منصور بن سعيد، و الشعبي، وغيرهما، وتوفي في خلافة معاوية -رضي الله عنه-. انظر: الإصابة ١/ ٥٣٩؛ تهذيب التهذيب ٣/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>